“الوساطة الأسرية…قواعد نظرية ومهارات تطبيقية ” إصدار جديد للكاتب حسن رقيق
صدر للمرشد الأسري حسن رقيق كتاب تحت عنوان ” “الوساطة الأسرية …قواعد نظرية ومهارات تطبيقية ” الذي يتسم بالراهنية على الساحة الحقوقية الوطنية في وقت تطالب فيه العديد من الهيئات المدنية المهتمة بهذا المجال بمأسسة الوساطة لتصبح آلية مؤسساتية يتم الاحتكام إليها لفضِّ النزاعات الأسرية وتفعيلا حقيقيا لمسطرة الصلح وإن تم انحلال ميثاق الزوجية يتم بصورة حضارية ضامنة للحقوق والمصالح المسترسلة لجميع الأفراد في إطار التوافقية العالية . كتابٌ سلك صاحبه في إعداده أسلوبا متجددا في التناول والطرح والاستشهاد، مستجمعا ما تفرق في كتب وبحوث ومقالات ومحاضرات ودورات تكوينية ذات الصلة، باسطا عصارة تجربة راكمها في مجال الإرشاد الأسري .
يبسط الكاتب في مقدمة كتابه الطرق البديلة لتسوية النزاعات وفضها، بموازاة الآليات الرسمية، وعبر صفحاته وعناوينه الرئيسة والفرعية، يتطرق إلى مسألة الصلح باعتبارها غاية ومطلبا شرعيا، حيث يسرد مجموعة من النصوص الشرعية التي تبرز قيمة إصلاح ذات البين وأفضليته ضمن فرائض أخرى من الدين، وتحث عليه وترغب فيه . وإذا كانت للصلح فوائد وآثار، باعتباره مطلبا وغاية، فإن الوساطة قد تبنت منهاجه، وسلكت سبيله، وانتظمت مآله لتكون طريقة وآلية فعالة لتحقيقه. وهذا ما جعل الكاتب يخصص وقفة مع المفهوم، قبل أن يبسط الحديث عن أنواع الوساطة ثم مجالاتها وكذا خصائصها وفوائدها.
وفي موضع آخر، يعتبر المرشد الأسري الأستاذ حسن رقيق ، أن الوسيط هو العنصر المحوري والمفصلي وحجر الزاوية في عملية الوساطة، بحنكته وكفاءته ودربته وفاعليته.. ونزاهته وحياده، وهو ما يفسر تعدد مميزاته وأدواره.
وقبل سبر أغوار الوساطة الأسرية من التجارب المعيشة، يعتبر الكاتب منذ البدء أن الوساطة تعني معادلة رابح/رابح، محددا الحالات التي تتم فيها دعوة الوسيط والحالات التي لا ينصح فيها بدعوته.
بعد ذلك، يبسط أهمية الوساطة الأسرية لدى بعض الدول الغربية والعربية، مبرزا دورها في الاستقرار الأسرى، ودوافع اللجوء إليها، معرجا على الأسباب الموضوعية والذاتية لفشل مسطرة الصلح التي اقترحتها مدونة الأسرة المغربية، بعد سنوات من تجربتها.
كما أشار الأستاذ إلى أهمية تقنيات التواصل ودورها في تسيير جلسات الوساطة من خلال تحديد مفهوم التواصل وماهيته، ثم مهارات التفاوض ودورها في تدبير النزاع، موضحا في الآن نفسه مميزات المفاوض الناجح ومهاراته.
ومن وحي تجربته دائما، يأبى الكاتب الفذ والمرشد الأسري حسن رقيق إلا أن يختتم آخر صفحات كتابه، الدقيق في موضوعه ومحاوره وتنظيمه واستشهاداته.. والعميق في مضمونه وأفكاره وآرائه وتجاربه بعناوين بارزة دالة، فصَّل الحديث فيها عما ينبغي أن يعلم بالضرورة عبر التعرف على الذات، ومعرفة الفروق بين الجنسين والاختلافات الناتجة عنها في تدبير مختلف مراحل الوساطة، منتقلا إلى أسباب الخلافات الزوجية ومراحل تطورها وخطوات عملية في تدبيرها، وفن حل المشكلات، ومراحل جلسات الوساطة، خصوصا المهارات التطبيقية التي ينبغي تمثُّلها يوم جلسة الوساطة، و بواعث الجلسة الانفرادية وأهدافها، وكذا البيانات المهمة في حالة الاتفاق على التسوية، وعقد الاتفاق، ودور الوسيط في حال عدم التوافق. وفي الأخير، ومن موقعه مرشدا أسريا يضع المؤلف في خانة العمليات الاستباقية الوقائية التنموية مقترح إنشاء مراكز متخصصة لتأهيل المقبلين على الزواج ، بما هو خدمة مصاحبة لآلية الوساطة، قبل نشوب الخلافات وتطورها، وبما هو مساعدة للأسرة على تبديدها في مهدها، ودرء لتفاقمها، وقضاء على أسبابها ودوافعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق