"شيخ الرماية" رواية محمد أنقار
في نهاية السنة الجارية (2012) صدرت لمحمد أنقار روايته الثالثة "شيخ الرماية" عن منشورات باب الحكمة بتطوان، بعد روايتي "المصري" (2003) و"باريو مالقه" (2007).
تتشكل الرواية من ثلاثة فصول، كل منها يحمل اسماً خاصاً: عبد الرزاق – مَحمد – الشيخ. وهي أسماء لأصوات روائية متباينة المزاج والسلوك والرؤية، لكنها تصب جميعاً في قصد واحد هو مرويات شيخ الرماية بما فيها من خوارق وكرامات.
خلال الفشل المتكرر لتجارب مَحمد مع النساء يوطد العزم على السلو والتناسي من خلال جمع حكايات وكرامات جده شيخ الرماية الذي عاش مخضرماً بين نهاية القرن التاسع عشر وحوالي الربع الأول من القرن العشرين. وحيث إن مَحمداً يمارس تجارة ملابس الأطفال ولا يتقن فنون الصياغة السردية؛ فقد استعان بصديقه عبد الرزاق الوردي المناضل ومفتش الفلسفة الذي استغل بدوره هذه التجربة من أجل أن تعميق تأملاته الفكرية.
ولكن، لماذا فشل مَحمد في كل تجاربه مع النساء؟
لا تجيب رواية "شيخ الرماية" عن هذا السؤال الشائك بصورة مباشرة، وإنما ببطء وتأمل. أو قل إنها لا تجيب بجرة قلم واحدة، لكنها في المقابل تضع بين يدي القارئ مادة نفسية وتراثية ودرامية كثيفة لتجعله من خلالها يجيب بنفسه.
"شيخ الرماية" بفصولها الثلاثة هي رواية الحاضر الساخن والتراث العتيق في نفس الآن. رواية المرأة المعشوقة، والتاجر المتقلب المزاج. ثم هي بعد هذا وذاك رواية تتطلع إلى تصوير وحدة الإنسان في كليته.
El Annaz Mohamed
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق