الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

الرئيسية قصيدة قم للمعلم - لأحمد شوقي

قصيدة قم للمعلم - لأحمد شوقي



قم للمعلم - لأحمد شوقي
قُـــــــــــم  لِـــلــمُــعَــلِّــمِ  وَفِّـــــــــــهِ  الــتَــبــجــيــلا
كــــــــادَ  الــمُــعَــلِّــمُ  أَن يَــــكــــونَ رَســـــــولا
أَعَـلِـمـتَ أَشـــرَفَ أَو أَجَـــلَّ مِــنَ الَّــذي
يَـــبـــنـــي  وَيُـــنـــشِـــئُ  أَنـــفُـــســـاً وَعُـــــقــــولا
سُـــبــحــانَــكَ  الـــلَـــهُـــمَّ  خَـــــيــــرَ مُـــعَـــلِّـــمٍ
عَـــلَّــمــتَ  بِــالــقَــلَـمِ الــــقُـــرونَ الأولـــــــى
أَخــرَجــتَ  هَــــذا الــعَـقـلَ مِــــن ظُـلُـمـاتِـهِ
وَهَـــدَيـــتَـــهُ  الـــــنــــورَ  الـــمُــبــيــنَ سَـــبـــيــلا
وَطَـــبَـــعـــتَـــهُ  بِــــــيَــــــدِ  الـــمُـــعَـــلِّــمِ  تـــــــــــارَةً
صَـــــــدِئَ  الـــحَــديــدُ وَتـــــــارَةً مَـــصــقــولا
أَرسَــــلـــتَ  بِـــالــتَــوراةِ مـــوســـى مُـــرشِـــداً
وَاِبـــــــــنَ  الـــبَـــتـــولِ  فَـــعَـــلَّــمَ الإِنـــجـــيــلا
وَفَــــجَـــرتَ  يَـــنــبــوعَ  الـــبَــيــانِ مُـــحَــمَّــداً
فَــسَــقــى  الــحَــديــثَ وَنـــــاوَلَ الــتَـنـزيـلا
عَـــلَّـــمـــتَ  يـــونـــانـــاً  وَمِـــــصــــرَ فَـــزالَـــتـــا
عَـــــن  كُـــــلِّ  شَـــمــسٍ مـــــا تُــريــدُ أُفــــولا
وَالــــيَــــومَ  أَصــبَــحَــتــا  بِــــحــــالِ طُـــفــولَــةٍ
فـــــــــي  الـــعِـــلـــمِ  تَــلــتَــمِـسـانِـهِ تَــطــفــيــلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
مــــــــا  بــــــــالُ  مَــغــرِبِــهــا عَـــلَـــيــهِ أُديــــــــلا
يـــــا  أَرضُ مُـــــذ فَـــقَــدَ الــمُـعَـلِّـمُ نَــفـسَـهُ
بَــيــنَ  الــشُـمـوسِ وَبَــيـنَ شَــرقِـكِ حــيـلا
ذَهَـــبَ  الَّــذيـنَ حَــمَـوا حَـقـيقَةَ عِـلـمِهِم
وَاِســتَــعــذَبـوا  فـــيــهــا الـــعَـــذابَ وَبـــيـــلا
فـــــي  عـــالَــمٍ صَـــحِــبَ الــحَـيـاةَ مُــقَـيَّـداً
بِــــالــــفَـــردِ  مَــــخـــزومـــاً  بِــــــــــهِ  مَــــغـــلـــولا
صَــرَعَـتـهُ  دُنــيــا الـمُـسـتَبِدِّ كَــمـا هَـــوَت
مِـــن ضَــربَـةِ الـشَـمسِ الــرُؤوسُ ذُهــولا
سُــقــراطُ  أَعــطــى الــكَــأسَ وَهـــيَ مَـنِـيَّـةٌ
شَـــفَــتَــي  مُــــحِـــبٍّ  يَــشــتَــهـي الــتَــقـبـيـلا
عَــرَضــوا  الــحَـيـاةَ عَــلَـيـهِ وَهــــيَ غَــبــاوَةٌ
فَـــــأَبــــى  وَآثَـــــــــرَ  أَن يَـــــمــــوتَ نَـــبـــيـــلا
إِنَّ  الــشَـجـاعَـةَ فـــــي الــقُــلـوبِ كَــثــيـرَةٌ
وَوَجَــــــدتُ  شُــجــعــانَ الــعُــقــولِ قَــلــيـلا
إِنَّ  الَّــــــذي خَـــلَـــقَ الــحَـقـيـقَـةَ عَــلــقَـمـاً
لَــــم  يُــخــلِ مِـــن أَهـــلِ الـحَـقـيقَةِ جــيـلا
وَلَــــرُبَّـــمـــا  قَـــــتَـــــلَ  الـــــغَـــــرامُ  رِجــــالَـــهـــا
قُــــتِـــلَ  الـــغَـــرامُ  كَــــــمِ اِســتَــبــاحَ قَــتــيــلا
أَوَكُـــلُّ  مَـــن حــامـى عَـــنِ الــحَـقِّ اِقـتَـنـى
عِــــنــــدَ  الــــسَــــوادِ  ضَــغــائِــنــاً وَذُحـــــــولا
لَــــو  كُــنــتُ أَعـتَـقِـدُ الـصَـلـيبَ وَخَـطـبُـهُ
لَأَقَــمـتُ  مِـــن صَــلـبِ الـمَـسـيحِ دَلـيـلا
أَمُــعَــلِّــمـي  الـــــــوادي وَســــاسَـــةَ نَــشــئِــهِ
وَالـــطـــابِـــعـــيــنَ  شَـــــبــــابَــــهُ  الـــــمَــــأمــــولا
وَالــحــامِــلــيــنَ  إِذا  دُعــــــــــوا لِــيُــعَــلِّــمـوا
عِــــــــبءَ  الأَمــــانَـــةِ  فــــادِحـــاً مَــــســـؤولا
كــــانَــــت  لَــــنــــا  قَــــــــدَمٌ إِلَــــيـــهِ خَــفــيــفَـةٌ
وَرِمَــــــــت  بِـــدَنـــلــوبٍ  فَــــكــــانَ الـــفــيــلا
حَـــتّـــى  رَأَيـــنـــا مِـــصــرَ تَــخــطـو إِصــبَــعـاً
فـــي الـعِـلمِ إِن مَـشَـتِ الـمَـمالِكُ مـيـلا
تِـــــلــــكَ  الـــكُـــفـــورُ  وَحَـــشـــوُهــا أُمِّــــيَّــــةٌ
مِـــــن  عَـــهــدِ خـــوفــو لا تَـــــرَ الــقِـنـديـلا
تَـــجِــدُ  الَّــذيــنَ بَــنــى الـمِـسَـلَّـةَ جَــدُّهُــم
لا  يُــــحـــسِـــنـــونَ  لِإِبــــــــــــرَةٍ تَـــشـــكـــيـــلا
وَيُـــــدَلَّـــــلــــونَ  إِذا  أُريـــــــــــــدَ قِـــــيــــادُهُــــم
كَــالــبُــهـمِ  تَـــأنَـــسُ إِذ تَــــــرى الــتَــدلـيـلا
يَـــتــلــو  الــــرِجـــالُ عَــلَــيــهُـمُ شَــهَــواتِــهِـم
فَـــالـــنـــاجِـــحــونَ   أَلَـــــــدُّهُـــــــم  تَـــــرتــــيــــلا
الـــجَـــهــلُ  لا  تَـــحـــيــا عَـــلَــيــهِ جَـــمــاعَــةٌ
كَـــيــفَ  الــحَــيـاةُ عَــلــى يَــــدَي عِــزريــلا
وَالــــــلَـــــهِ  لَـــــــــــولا  أَلــــــسُـــــنٌ  وَقَـــــرائِـــــحٌ
دارَت  عَــلــى فِــطَــنِ الــشَـبـابِ شَــمــولا
وَتَـــعَــهَّــدَت  مِـــــــن  أَربَـــعــيــنَ نُــفــوسَـهُـم
تَــــغــــزو  الـــقُــنــوطَ  وَتَــــغـــرِسُ الــتَــأمــيـلا
عَـــرَفَــت  مَــواضِــعَ جَــدبِـهِـم فَـتَـتـابَـعَت
كَــالــعَــيــنِ  فَـــيــضــاً وَالـــغَــمــامِ مَـــســيــلا
تُـسدي الـجَميلَ إِلـى الـبِلادِ وَتَـستَحي
مِـــــــــن  أَن  تُـــكـــافَـــأَ بِـــالــثَــنــاءِ جَـــمـــيــلا
مـــــــــا  كـــــــــانَ  دَنـــــلــــوبٌ وَلا تَــعــلــيــمُـهُ
عِـــــنـــــدَ  الـــشَـــدائِـــدِ  يُـــغــنِــيــانِ فَـــتـــيـــلا
رَبّـــوا  عَــلـى الإِنــصـافِ فِـتـيـانَ الـحِـمى
تَــجِــدوهُـمُ  كَـــهــفَ الــحُــقـوقِ كُــهــولا
فَـــهـــوَ  الَّــــــذي يَــبــنـي الــطِــبـاعَ قَــويــمَـةً
وَهـــــوَ  الَّــــذي يَــبـنـي الــنُـفـوسَ عُــــدولا
وَيُــقــيــمُ  مَــنــطِــقَ  كُـــــلِّ أَعـــــوَجِ مَــنــطِـقٍ
وَيُــــريـــهِ  رَأيـــــــاً  فـــــــي الأُمــــــورِ أَصـــيـــلا
وَإِذا  الـمُـعَـلِّـمُ لَـــم يَــكُـن عَـــدلاً مَــشـى
روحُ  الــعَــدالَـةِ فـــــي الــشَــبـابِ ضَــئـيـلا
وَإِذا  الــمُــعَـلِّـمُ ســــــاءَ لَـــحـــظَ بَــصــيــرَةٍ
جـــــاءَت  عَـــلــى يَـــــدِهِ الـبَـصـائِـرُ حــــولا
وَإِذا أَتــى الإِرشــادُ مِــن سَـبَـبِ الـهَـوى
وَمِــــــــنَ  الــــغُــــرورِ  فَـــسَـــمِّــهِ الــتَــضـلـيـلا
وَإِذا  أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم
فَـــــأَقِـــــم  عَـــلَـــيــهِــم  مَــــأتَـــمـــاً وَعَـــــويــــلا
إِنّــــــي  لَأَعـــذُرُكُـــم وَأَحـــسَـــبُ عِــبــئَـكُـم
مِـــــــن  بَــــيـــنِ  أَعــــبـــاءِ الـــرِجـــالِ ثَــقــيــلا
وَجَــــــدَ  الــمُــسـاعِـدَ غَــيــرُكُــم وَحُــرِمــتُــمُ
فـــــي  مِـــصــرَ عَـــــونَ الأُمَّــهــاتِ جَــلـيـلا
وَإِذا  الـــنِـــســـاءُ  نَـــــشَــــأنَ فــــــــي أُمِّــــيَّــــةً
رَضَــــــــعَ  الــــرِجــــالُ  جَـــهـــالَــةً وَخُــــمـــولا
لَــيــسَ  الـيَـتـيـمُ مَــــنِ اِنــتَـهـى أَبَـــواهُ مِـــن
هَـــــــــــمِّ  الــــحَــــيـــاةِ  وَخَــــلَّــــفـــاهُ  ذَلـــــيـــــلا
فَـــأَصــابَ  بِــالـدُنـيـا الـحَـكـيـمَـةِ مِــنـهُـمـا
وَبِـــحُـــســـنِ  تَـــربِـــيَـــةِ  الــــزَمــــانِ بَــــديــــلا
إِنَّ  الــيَــتــيـمَ  هُـــــــوَ الَّــــــذي تَــلــقــى لَــــــهُ
أُمّــــــــــاً  تَــــخَـــلَّـــت  أَو أَبــــــــــاً مَـــشـــغـــولا
مِـــــصــــرٌ  إِذا  مــــــــا راجَــــعَــــت أَيّـــامَـــهــا
لَــــــم  تَـــلـــقَ  لِــلــسَـبـتِ الــعَـظـيـمِ مَــثــيـلا
الـــبَـــرلَـــمــانُ  غَـــــــــــداً  يُــــــمَـــــدُّ رُواقُــــــــــهُ
ظِــــلاًّ  عَــلــى الــــوادي الـسَـعـيـدِ ظَـلـيـلا
نَــــرجـــو  إِذا الــتَــعـلـيـمُ حَــــــرَّكَ شَـــجـــوَهُ
أَلاَّ  يَــــكــــونَ  عَــــلــــى الــــبِــــلادِ بَـــخــيــلا
قُــــل  لِـلـشَـبـابِ الــيَــومَ بـــورِكَ غَـرسُـكُـم
دَنَـــــــتِ  الـــقُــطــوفُ وَذُلِّـــلَـــت تَــذلــيــلا
حَـــيّــوا  مِـــــنَ الــشُــهَـداءِ كُـــــلَّ مُــغَــيَّـبٍ
وَضَــــعــــوا  عَــــلــــى  أَحــــجــــارِهِ إِكـــلـــيــلا
لِــيَـكـونَ  حَــــظُّ الــحَـيِّ مِـــن شُـكـرانِـكُم
جَـــمّـــاً  وَحَــــــظُّ  الــمَــيــتِ مِـــنــهُ جَـــزيــلا
لا  يَــلــمَــسُ الــدُســتــورُ فــيــكُــم روحَـــــهُ
حَـــــتّــــى  يَـــــــــرى  جُـــنـــدِيَّــهُ الــمَــجــهــولا
نـــاشَــدتُــكُــم  تِـــــلــــكَ  الــــدِمــــاءَ زَكِــــيَّــــةً
لا  تَــــبــــعَـــثـــوا  لِـــلـــبَـــرلَـــمــانِ جَـــــــهــــــولا
فَــلــيَــسـأَلَـنَّ  عَــــــــنِ  الأَرائِــــــــكِ ســــائِــــلٌ
أَحَــمَــلــنَ  فَـــضـــلاً أَم حَــمَــلـنَ فُـــضــولا
إِن  أَنــــــتَ أَطــلَــعـتَ الــمُـمَـثِّـلَ نــاقِــصـاً
لَـــــــم  تَــــلـــقَ  عِــــنـــدَ كَــمــالِــهِ الــتَـمـثـيـلا
فَــاِدعــوا  لَــهــا أَهــــلَ الأَمــانَــةِ وَاِجـعَـلـوا
لأولــــــى  الــبَــصـائِـرِ مِــنــهُــمُ الــتَـفـضـيـلا
إِنَّ  الـمُـقَـصِّـرَ قَــــد يَــحــولُ وَلَــــن تَـــرى
لِـــجَــهــالَــةِ  الـــطَـــبــعِ  الـــغَـــبِــيِّ مُـــحـــيــلا
فَـــلَــرُبَّ  قَـــــولٍ فـــــي الــرِجــالِ سَـمِـعـتُـمُ
ثُـــــــــمَّ  اِنـــقَـــضــى  فَـــكَـــأَنَّــهُ مــــــــا قــــيــــلا
وَلَـــكَـــم  نَــصَــرتُــم بِــالـكَـرامَـةِ وَالـــهَــوى
مَـــــن  كـــــانَ عِــنــدَكُـمُ هُـــــوَ الــمَـخـذولا
كَــــرَمٌ  وَصَــفــحٌ فــــي الـشَـبـابِ وَطـالَـمـا
كَــــــــرُمَ  الـــشَـــبــابُ  شَـــمـــائِــلاً وَمُــــيـــولا
قـومـوا  اِجـمَـعوا شَـعـبَ الأُبُـوَّةِ وَاِرفَـعوا
صَـــــــوتَ  الـــشَــبــابِ  مُــحَــبَّــبـاً مَـــقــبــولا
مـــــــــــا  أَبـــــعَـــــدَ  الــــغـــايـــاتِ إِلّا أَنَّـــــنـــــي
أَجِــــــدُ  الــثَــبــاتَ  لَـــكُـــم بِـــهِـــنَّ كَــفــيـلا
فَــكِــلـوا  إِلـــــى الـــلَــهِ الــنَـجـاحَ وَثــابِــروا
فَــــالــــلَــــهُ  خَــــــيـــــرٌ  كــــــافِـــــلاً  وَوَكــــــيـــــلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.