تاريخ العمل
الإجتماعي
يعني العمل الاجتماعي أولا و قبل كل
شيء مجموع الأعمال التي تهدف إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للأفراد
و كذا تنمية الأساليب الحياتية الخاصة بهم ، كما أنه سعي مباشر نحو تحقيق و ضمان
العدالة الاجتماعية داخل المجتمع ، و هو فوق ذلك محاولة ممنهجة و مضبوطة بآليات و
وسائل محددة من أجل تغيير الاستجابة العامة للمجتمع و لأفراده لأنواع مختلفة من
الأزمات و المشاكل اليومية ، من تم يمكن القول آن الهدف الرئيسي للعمل الاجتماعي
هو تحقيق رفاهية المجتمع و تحويل نقط السلب إلى نقط الإيجاب ، إنه من هذا المنظور
كشف لبؤر العتمة في ثنايا المجتمع و فضحها ثم علاجها .
و إذا كان العمل الاجتماعي عملا خيريا و تطوعيا ، فإن الشذرات الأولى لظهوره تعود إلى بداية التاريخ البشري ، منذ القدم و الناس تسعى بشكل وظيفي متكامل إلى التعاون و تقديم الخدمات الاجتماعية لبعضها البعض ، ليجد العمل الاجتماعي إقرارا له في الديانات السماوية التي سعت إلى جعل العمل التطوعي الخيري ركيزة يتقرب بها العبد من خالقه ، نجد مثلا الميثودية الطائقة الدينية المسحية البروتستانتية ، و التي ظهرت بالمملكة المتحدة في القرن الثامن عشر على يد جون ويزلي ، كانت تسعى إلى فعل الخير و تقديم الخدمات الاجتماعية للأفراد و الجماعات داخل المجتمع البريطاني و كذا خارجه بالمستعمرات التابعة للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس ، و كانت تتخذ لأجل ذلك شبكة متراصة و ضخمة من الجمعيات الخيرية و التبشيرية في الآن ذاته .
و مع هذا يمكن آن نعتبر أن الانطلاقة الفعلية للعمل الاجتماعي كانت متزامنة و الثورات العلمية و التكنولوجية و الصناعية كذالك التي تمخض عنها بزوغ النظام الرأسمالي في القرن التاسع عشر ، إذ أن التحولات و الدينامكية الاجتماعية المتسارعة التي صاحبت هذا النظام الاقتصادي و المعيشي كان من الضروري لها أن تجد قنوات للإعانة الاجتماعية تتدارك بها ما خلفه شبح التحولات هذه ، إذ آن تفشي ظاهرة البطالة و الفقر و الحاجة مع دخول المكننة و التواتر الحاصل في الإنتاج و استنزاف طاقات الطبقة العاملة و هدر حقوقها زاد من تفاقم المشاكل الاجتماعية التي تطلبت نشوء حركات احتجاجية منددة بالوضع و في الوقت نفسه نشوء حركات اجتماعية تسعى لخدمة المجتمع و مد يد العون لكل المحتاجين ، هذا الوضع سمح بظهور العديد من الجمعيات ذات الطابع الخيري ، و هي النقطة التي تجعلنا نقر أن العمل الاجتماعي كان في بدايته عملا تطوعيا غير هادف لتحقيق الربح المادي .
عند منتصف القرن العشرين و تحديدا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي خلفت العديد من القتلة و المعطوبين و المحتاجين ، أصبح الوضع الاجتماعي لأغلب البلدان كارثيا ومتأزما إلى حد كبير ، لتظهر الحاجة الملحة لمنظمات و هيئات للخدمة الاجتماعية برزت بشكل كبير مع تأسيس عصبة الأمم المتحدة _ منظمة الأمم المتحدة حاليا _ منها من كان تابعا لهذه الهيئة الدولية الحكومية و منها من اتخذ صفة منظمات مدنية غير حكومية ، و مع تطور العالم المعاصر و ما صاحبه من تحولات عميقة ، اتجه العمل الاجتماعي من طابعه الخيري و الهاوي إلى طابع احترافي مؤسساتي، إذ أصبح مهنة مكفولة قانونيا ، بل و أصبح لزاما على الدول و الحكومات خلق مناصب شغل في هذا الميدان و تأسيس معاهد و مؤسسات للتكوين و التأطير في مجال العمل الاجتماعي ، كما هو الحال مع المعهد الوطني للعمل الاجتماعي بالمغرب مثلا .
بدوره لم يكن المغرب بعيدا عن هذه الوضعية العالمية ، إذ تطور به العمل الاجتماعي الذي لم يكون في البداية سوى عمل خيري مرتبط بوصايا الدين الإسلامي ، إلى عمل أكثر تنظيما و هيكلة ، و أصبح قطاع العمل الاجتماعي قطاعا حكوميا مع ظهور وزارة التنمية الاجتماعية و الأسرة و التضامن و كذا مؤسسات أخرى ، و انخرط المجتمع المدني في دينامية العمل الاجتماعي هذه و هو الآمر الذي يمكن ملاحظته على مستوى تطور جمعيات المجتمع المدي التي أصبحت تقوم بدور لا يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به الدولة .
ان العمل الاجتماعي في الوقت الراهن اضحى ضرورة و مطلبا اجتماعيا و سياسيا أيضا تصاغ البرامج السياسية وفقه و لا يمكنها إغفاله ، غير انه لازال في حاجة إلى تشخيص علمي رصين يكشف وظائفه و تمفصلاته المتعددة مع التركيز على ربطه بالقطاعين الاقتصادي و الثقافي
و إذا كان العمل الاجتماعي عملا خيريا و تطوعيا ، فإن الشذرات الأولى لظهوره تعود إلى بداية التاريخ البشري ، منذ القدم و الناس تسعى بشكل وظيفي متكامل إلى التعاون و تقديم الخدمات الاجتماعية لبعضها البعض ، ليجد العمل الاجتماعي إقرارا له في الديانات السماوية التي سعت إلى جعل العمل التطوعي الخيري ركيزة يتقرب بها العبد من خالقه ، نجد مثلا الميثودية الطائقة الدينية المسحية البروتستانتية ، و التي ظهرت بالمملكة المتحدة في القرن الثامن عشر على يد جون ويزلي ، كانت تسعى إلى فعل الخير و تقديم الخدمات الاجتماعية للأفراد و الجماعات داخل المجتمع البريطاني و كذا خارجه بالمستعمرات التابعة للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس ، و كانت تتخذ لأجل ذلك شبكة متراصة و ضخمة من الجمعيات الخيرية و التبشيرية في الآن ذاته .
و مع هذا يمكن آن نعتبر أن الانطلاقة الفعلية للعمل الاجتماعي كانت متزامنة و الثورات العلمية و التكنولوجية و الصناعية كذالك التي تمخض عنها بزوغ النظام الرأسمالي في القرن التاسع عشر ، إذ أن التحولات و الدينامكية الاجتماعية المتسارعة التي صاحبت هذا النظام الاقتصادي و المعيشي كان من الضروري لها أن تجد قنوات للإعانة الاجتماعية تتدارك بها ما خلفه شبح التحولات هذه ، إذ آن تفشي ظاهرة البطالة و الفقر و الحاجة مع دخول المكننة و التواتر الحاصل في الإنتاج و استنزاف طاقات الطبقة العاملة و هدر حقوقها زاد من تفاقم المشاكل الاجتماعية التي تطلبت نشوء حركات احتجاجية منددة بالوضع و في الوقت نفسه نشوء حركات اجتماعية تسعى لخدمة المجتمع و مد يد العون لكل المحتاجين ، هذا الوضع سمح بظهور العديد من الجمعيات ذات الطابع الخيري ، و هي النقطة التي تجعلنا نقر أن العمل الاجتماعي كان في بدايته عملا تطوعيا غير هادف لتحقيق الربح المادي .
عند منتصف القرن العشرين و تحديدا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي خلفت العديد من القتلة و المعطوبين و المحتاجين ، أصبح الوضع الاجتماعي لأغلب البلدان كارثيا ومتأزما إلى حد كبير ، لتظهر الحاجة الملحة لمنظمات و هيئات للخدمة الاجتماعية برزت بشكل كبير مع تأسيس عصبة الأمم المتحدة _ منظمة الأمم المتحدة حاليا _ منها من كان تابعا لهذه الهيئة الدولية الحكومية و منها من اتخذ صفة منظمات مدنية غير حكومية ، و مع تطور العالم المعاصر و ما صاحبه من تحولات عميقة ، اتجه العمل الاجتماعي من طابعه الخيري و الهاوي إلى طابع احترافي مؤسساتي، إذ أصبح مهنة مكفولة قانونيا ، بل و أصبح لزاما على الدول و الحكومات خلق مناصب شغل في هذا الميدان و تأسيس معاهد و مؤسسات للتكوين و التأطير في مجال العمل الاجتماعي ، كما هو الحال مع المعهد الوطني للعمل الاجتماعي بالمغرب مثلا .
بدوره لم يكن المغرب بعيدا عن هذه الوضعية العالمية ، إذ تطور به العمل الاجتماعي الذي لم يكون في البداية سوى عمل خيري مرتبط بوصايا الدين الإسلامي ، إلى عمل أكثر تنظيما و هيكلة ، و أصبح قطاع العمل الاجتماعي قطاعا حكوميا مع ظهور وزارة التنمية الاجتماعية و الأسرة و التضامن و كذا مؤسسات أخرى ، و انخرط المجتمع المدني في دينامية العمل الاجتماعي هذه و هو الآمر الذي يمكن ملاحظته على مستوى تطور جمعيات المجتمع المدي التي أصبحت تقوم بدور لا يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به الدولة .
ان العمل الاجتماعي في الوقت الراهن اضحى ضرورة و مطلبا اجتماعيا و سياسيا أيضا تصاغ البرامج السياسية وفقه و لا يمكنها إغفاله ، غير انه لازال في حاجة إلى تشخيص علمي رصين يكشف وظائفه و تمفصلاته المتعددة مع التركيز على ربطه بالقطاعين الاقتصادي و الثقافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق