الأحد، 19 يونيو 2016

الرئيسية "الحمامة البيضاء" مدينة تطوان..شمال المغرب

"الحمامة البيضاء" مدينة تطوان..شمال المغرب


"الحمامة البيضاء"
مدينة تطوان..شمال المغرب




تلقب تطوان اليوم بين أهلها البالغ عددهم أكثر من 300 ألف نسمة بـ"الحمامة البيضاء"، وعلى مدخلها يوجد تمثال يجسد هذا المعنى. والأسر التقليدية التي تحمل القيم الثقافية الأندلسية التي كانت تسكن المدينة القديمة غادرتها نحو الأحياء العصرية وحلت محلها عائلات بدوية أو من مشارب ثقافية أخرى وهو ما يؤثر على المضمون الثقافي الأصيل لهذه الفضاءات. ويشتهر التطواني الأصيل باعتداده بنفسه واستعلائه على باقي سكان المغرب، ويطلق التطوانيون على المغاربة الآخرين "سكان الداخل". وقد وصف المؤرخ محمد داود –ابن المدينة- روح التطواني فقال في ختام كتابه تاريخ تطوان "عرفت المدينة كيف تعيش عزيزة الجانب، موفورة الكرامة، حسنة السمعة, فكان القليل فيها مقنعا، والضعيف لطيفا ظريفا، والصغير نقيا نظيفا، والغني مقتصدا مدبرا، والحياة وديعة يسيرة، والأعمال متقنة منظمة، لذلك كان سكانها آمنين مطمئنين، راضين مرضيين".
هي مدينة أندلسية الطابع تقع في منطقة فلاحية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة طنجة, بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف القاتمة اللون مما يقوي حضور اللون الأبيض الذي يتميز به عمران المدينة. مدينة منغلقة على نفسها وفي نفس الوقت مفتوحة على العالم. مدينة ذات موروث ثقافي وحضاري غني ومتنوع بفضل علاقاتها الدائمة مع الخارج. فعلاقاتها مع باقي مدن ومناطق المغرب، مع العالم العربي و مع أوروبا لم تنقطع خلال القرون الخمسة الماضية. ومع ذلك عرفت الحفاظ على الحضارة الإسلامية الأندلسية حية فوق أرض المغرب بجانب تكيف مستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها مما أثرى وميز تاريخها العريق بشكل لافت للنظر.تاريخها ضارب في القدم حيث وجدت حفريات و آثار من مدينة تمودة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت هذه المدينة( تمودة) سنة42 قبل الميلاد من طرف الجيوش الرومانية. أما اسم تطوان أو تطاون فهو موجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر.في أوائل القرن الرابع عشر (سنة1307 ميلادية) أعاد السلطان المريني أبو ثابت بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399 ميلادية.

يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد الملوك الكاثوليك فردنا ند و إيزابيل أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان. خرج آلاف المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان خاصة فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار و النمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الإسلامية الأندلسية.

أحداث تاريخية أثرت على هوية تطوان
معالم الحضارة الأندلسية مازالت إلى يومنا هذا حية تشهد على تاريخ تطوان وتاريخ سكانها المحافظين. مازالت المدينة تحتفظ بفن المعمار الأندلسي داخل جدرانها، قصبتها، منازلها و قصورها بما تتميز به من أفنية و نافورات وحدائق وكذلك مازالت تحتفظ بصوامعها و أضرحتها وفنادقها القديمة. من جهة أخرى مازال سكان تطوان يحتفظون باللهجة الشعبية، بالموسيقى الأندلسية، بالطرز و بالصناعة التقليدية.

إلى جانب ما سلف ذكره من وجود قوي للحضارة الأندلسية هناك روافد ثقافية و أحداث تاريخية أخرى لها أثر واضح في بلورة هوية المدينة التي كانت بمثابة قنطرة بين شبه الجزيرة الإبيرية و باقي مناطق المغرب. فبعد اضطهادهم في جنوب إسبانيا منذ أواخر القرن الخامس عشر كما سلف الذكر مر المهاجرون الأندلسيون في ثلاث موجات عبر تطوان إلى باقي المدن المغربية كفاس و مكناس والرباط وسلا.

المواجهات العسكرية مع إسبانيا و البرتغال في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت أساطيل تطوان تشكل خطرا دائما على مصالح العدو الخارجي، كان لها الأثر البالغ خاصة من الناحية العمرانية حيث بنيت قلع و أسوار للدفاع عن المدينة.


. كذلك تجارة المغرب مع أوروبا(إسبانيا، إيطاليا و إنجلترا) خلال القرنين السابع عشر و الثامن عشر، كانت كلها عبر مدينة تطوان التي كانت آنذاك من أهم الموانئ المغربية حيث كانت البواخر تقوم برحلات بين تطوان و كل من جبل طارق، الجزائر، مرسيليا، ليفورن ... الخ من ناحية أخرى وجود القناصل الأوربيين في تطوان كعاصمة دبلوماسية للمغرب في القرن الثامن عشر ساهم في تعزيز مكانتها في الخارج. و بالمناسبة من الطريف الإشارة إلى حادثة دبلوماسية بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحصار البحري الذي فرضته هذه الأخيرة على ليبيا مما أدى إلى طرد القنصل الأمريكي سيمسون من مدينة تطوان من طرف السلطان العلوي مولاي سليمان وإعلانه الحرب على الولايات الأمريكية المتحدة سنة 1802م. إذا، مرور التجار والمسافرين و المهاجرين و الجنود و المقاتلين وحتى القناصل ساهم بشكل جلي في انفتاح المدينة على العالم الأوروبي من جهة وعلى باقي مناطق و مدن المغرب من جهة أخرى. تغنى الشعراء بتطوان فلقبت تارة ب "أخت فاس" ليس فقط نظرا للعلاقات التجارية بين المدينتين في القرن الثامن عشر بل كذلك العلاقات الفكرية والدينية وهذا يفسر وجود بعض الزاويات من أصل فاسي كالزاوية الفاسية و الزاوية التيجانية. ولقبت تارة ب " أخت غرناطة" نظرا للتشابه بين المدينتين ونظرا لأصل سكانها الأوائل. ولقبت كذلك ب " القدس الصغيرة " مما يرمز إلى علاقتها بالمشرق العربي على إثر زيارات حجاجها و طلبتها إلى مكة المكرمة وإلى القاهرة و نابلس....وكذلك علاقات علمائها بشخصيات كالشيخ راشد رضا و شكيب أرسلان. أما أثر الثقافة العثمانية فيتجلى في فن الطبخ خاصة الحلويات كالبقلاوة والقطا يف وفي اللباس التقليدي و كان ذلك على إثر استقبال تطوان للمهاجرين الجزائريين بعد سقوط الجزائر في يد الفرنسيين سنت 1830 ميلادية.

عرف القرن التاسع عشر انحطاطا في المغرب ككل بسبب التدخل الاقتصادي المباشر. وبالنسبة لتاريخ تطوان فقد كان هذا القرن بالفعل صفحة سوداء. عرفت المدينة فيه مرض الطاعون سنة 1800م ثم سنة 1818م وحصار مولاي زايد سنة 1822م و عانت من المجاعة سنة 1825م. ثم حرب تطوان سنة 1860م، حيث استعمرت المدينة من طرف الأسبان ولم يخرجوا منها إلا سنة 1862م بعد دفع غرامات طائلة أودت باقتصاد البلاد إلى الهاوية. بل إن تدهور اقتصاد المدينة سبق حرب سنة 1860م، ففي سنة 1857م أغرق الأسبان عدة بواخر عند مدخل ميناء المدينة مما أوقف كل الأنشطة البحرية التي كانت المدينة تعتمد عليها في المجال الاقتصادي.
رغم الظروف الاقتصادية السلبية، التي لخصتها في آخر الفقرة السابقة، استمرت تطوان في التحدي. عدة قصور بنيت في هذا القرن (القرن التاسع عشر)، كدار اللبادي وأفيلال والرزيني و بريشة وبنونة وبن عبود. بجانب الطابع الأندلسي تتميز هذه المباني بتأثيرات فن المعمار الأوروبي و خاصة في تقنيات البناء حيث ظهرت الأعمدة التي تميز منازل القرن الثامن عشر. وخير مثال على ذلك قصر الرزيني الذي يعتبر نموذجا لالتقاء الطراز الأندلسي العثماني بالطراز الأوروبي. أما في القرن العشرين فقد عرفت المدينة نمو اقتصادي و سياسي و فني جديد وذلك كعاصمة للحماية الإسبانية في شمال المغرب. تتميز أحياء تطوان بانتمائها إلى حقب تاريخية مختلفة وبتكيف طابعها الأندلسي مع العصور والأزمنة. يعود تاريخ بعض الأحياء القديمة ك حي السويقة إلى القرن الثاني عشر بينما يعود تاريخ الأحياء الأخرى إلى حقب متأخرة عن ذاك بكثير. هذه الأحياء العتيقة وما يميزها من ممرات وشوارع ضيقة، اكتسبت أسماء الحرف التي كانت أو مازالت تمارس فيها كالحدادين والنجارين و الطرافين والدباغين بالإضافة إلى ساحات سوق الحوت القديم، الغرسة الكبيرة، الوسعة، المصداع، السوق الفوقي و.و.و...مما جعل المنضمات العالمية تدرج تطوان ضمن لائحة أسماء المدن التاريخية التي يجب الحفاظ على معالمها وعلى تراثها الحضاري.

انتشار هذه الأحياء كانت له علاقة بوضع السكان الاجتماعي. فحارة العيون مثلا، كانت ابتداء من القرن التاسع عشر ذات طابع شعبي بينما حارة الجامع الكبير فكانت تعتبر ذات مرتبة اجتماعية أعلى. وحافظت بعض الأحياء الأخرى على وضعيتها رغم قدمها، كحارة المطامر التي بنيت على مجموعة مما يسمى المطمورات، كانت تستعمل لإيواء العبيد و الأسرى المسيحيين. من مميزات تطوان القديمة نذكر كذلك مثال الشبكة المائية تحت الأرض ( شكوندو) لتي كانت تزود عدة منازل بالماء حيث توجد نافورات لتزيين الأفنية. أحياء هذه المدينة القديمة محاطة بسور تتخلله أبواب سبعة هي باب النوادر، باب التوت، باب العقلة، باب المشوار، باب الرواح، باب الرموز ثم باب الجياف. وخارج هذا السور وعلى نمط إسباني كولونيا لي بنيت مدينة تطوان الجديدة ( شانتي ) وهي كلمة إسبانية تعني توسيع المدينة أو الحي الجديدة الذي كان ومازال يميز صورة المدينة بعماراته وساحاته كساحة مولاي المهدي وأسواقه كسوق البلاصا.

تحتوي تطوان على عدة أزقة رئيسية تربط بين أبواب المدينة وساحاتها وبناياتها العمومية كالفنادق والمساجد والزوايا، إضافة إلى مختلف الأحياء التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية. كما تخترق المدينة عدة أزقة ثانوية تغني النسيج الحضري للمدينة، الذي يتكون من ثلاثة أحياء هي: الرباط الأعلى والرباط الأسفل وحارة البلد. هذا الأخير يعتبر أقدم أحياء تطوان وأحسنها صيانة، حيث تتمركز جل الورشات الخاصة بالحرف التقليدية وأهم المعالم التاريخية كقصبة سيدي المنظري والمسجد ومخازن الحبوب وبعض الدور السكنية المتميزة عمرانيا والتي يغلب عليها الطابع الهندسي المورسكي ، وقد تم تسجيل تطوان تراثا إنسانيا سنة 1998 .

سور المدينة: يحيط بمدينة تطوان جدار دفاعي طوله 5 كلم وسمكه 1,20 متر أما علوه فيتراوح بين 5 و7 أمتار. وتلتصق به من الخارج عدة دعامات وأجهزة دفاعية محصنة مثل قصبة جبل درسة في الشمال وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي. وتخترق هذا الجدار من كل الجوانب سبعة أبواب.

بني هذا السور على عدة مراحل ما بين القرنيين 15 و18م، إلا أنه عرف أعمال هدم وتخريب خلال منتصف القرن 18م أثناء الأحداث التي شهدتها تطوان بعد وفاة المولى إسماعيل. ثم أعيد بناؤه في نفس الفترة إبان حكم سيدي عبد الله بن المولى إسماعيل.

قصبة سيدي المنظري: تحتل هذه القصبة الزاوية الشمالية الغربية للمدينة، الشيء الذي يمكن من مراقبة كل الممرات انطلاقا من المرقاب الذي يعلو أحد الأبراج. وقد بنيت كل المعالم الداخلية للقصبة خلال القرن 15 أثناء فترة إعادة بناء المدينة. وهي تتكون من قلعة ومسجد جامع ودار وحمام صغير. وكانت تشكل في ما مضى مركزا للسلطة الحاكمة وقاعدة عسكرية إضافة إلى مقر للسكنى بالنسبة لمؤسسها.

جامع القصبة: يقع هذا المسجد بالحي الذي توجد به بقايا حصن سيدي المنظري وسط المدينة العتيقة. وقد بني من طرف سيدي المنظري مع نهاية القرن 15.

صمم هذا الجامع على شكل مربع يصل طول أضلاعه إلى 20 مترا. وهو لا يتوفر على صحن ويتم الدخول إليه عبر ثلاثة أبواب الأولى جنوبية والثانية شمالية أما الأخرى فغربية ومجاورة للصومعة. هذه الأخيرة ذات شكل مربع وهي تنتصب في الزاوية الشمالية الغربية. يرتكز المسجد على أعمدة تعلوها أقواس مكسورة وهو مغطى بسقوف خشبية مائلة مغطاة بالقرميد.

حصن الاسقالة: هذا الجهاز العسكري عبارة عن بطارية بنيت فوق باب العقلة التي تعرف أيضا بباب البحر. وقد بني خلال النصف الأول من القرن 19 بأمر من السلطان العلوي مولاي عبد الرحمان كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة فوق مدخل البناية والتي تذكر السلطان وعامله محمد الشاش الذي قام ببنائها سنة 1246 هجرية التي توافق 1830-1831م.

ضريح سيدي عبد القادر التابين: يجاور هذا الضريح الجزء الجنوبي لسور المدينة وهو يقع بالقرب من حدائق مولاي رشيد. تضم هذه المعلمة قبر الشريف سيدي عبد القادر التابين الذي ينسب إليه بناء مدينة تطوان خلال الفترة الموحدية (القرن 12م).

الجامع الكبير: يقع هذا الجامع بحي البلد بالقرب من الملاح البالي وسط المدينة العتيقة . تم بناؤه بإذن من السلطان المولى سليمان في سنة 1808م،(بني على شكل مستطيل) يصل طول أضلاعه إلى 35م من جهة الشرق و45م من جهة الشمال. ويتكون من قاعة عميقة للصلاة وصحن كبير مكشوف تتوسطه نافورة ماء تصب مياهها في صهريج. وتحيط بالصحن أروقة.

يتم الولوج إلى المسجد عن طريق بابين رئيسيين وثالثة مخصصة للإمام في الجهة الشمالية. وترتكز الأقواس المتجاورة والمكسورة لقاعة الصلاة على أعمدة مبينة ويعلوها سقف خشبي مائل مغطى بالقرميد.
في الزاوية الجنوبية الغربية ترتفع المئذنة التي تعد الأعلى بالمدينة وهي مزخرفة على الواجهات الأربعة بعناصر هندسية متشابكة تتخللها زخارف زليجية تطوانية متعددة الألوان.

سقاية باب العقلة: تتوفر مدينة تطوان على أزيد من 20 سقاية تمكن السكان والزائرين من التزود بالماء. وهي سقايات عمومية تم بناؤها إما من طرف السلطات أو أعيان المدينة ويرتبط بها صهريج لتوريد البهائم.
ومن أجمل السقايات المتواجدة بالمدينة والتي تتميز بزخارفها الزليجية الجميلة نذكر سقاية باب العقلة. وقد بنيت كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة على إفريز من الزليج في منتصف القرن 18م من طرف القائد وعامل المدينة محمد لوكاش.
البيوت التاريخية بتطوان: تتوفر تطوان على عدة منازل تقليدية وقديمة تجسد التطور العمراني الكبير والفني والزخرفي الذي شهدته هذه المدينة التي يشار إليها على أنها وليدة غرناطة.
من بين أجمل هذه البيوت نذكر دار اللبادي بنيت وسط المدينة القديمة من طرف الباشا اللبادي خلال القرن 19م. وقد تغيرت وظيفتها حاليا لتصبح قصرا للحفلات والأفراح.
مدرسة جامع لوكش: بني هذا المركب الديني والعلمي سنة 1758 من طرف القائد عمر لوكش وذلك بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبدالله وقد كانت المدرسة تسخر لإقامة الطلبة القادمين من المناطق المجاورة لطلب العلم في مساجد المدينة وخاصة بالجامع الكبير. وهذه المؤسسة العلمية ذات شكل مستطيل طوله 25م وعرضه 18م وتنضاف إليها في الزاوية الشمالية إحدى البنايات التي زيدت لاحقا وتستعمل كإدارة. بنيت المدرسة على طابقين. فالطابق السفلي يتكون من 20 غرفة مساحاتها تتراوح بين 3 و6 متر مربع وهي مفتوحة على رواق مغطى يؤدي إلى ساحة تتوسطها حديقة مساحتها أزيد من 100 متر مربع.

القلعة:

يرتبط اسم قلعة أو حصن سيدي المنظري ببقايا سور وثلاث أبراج ملتصقة به. هذا السور الذي يبلغ طوله 65 مترا وعلوه 7 أمتار، مدعم من جهتيه الجنوبية والشمالية ببرجين مربعي الشكل ويتوسطه برج آخر متعدد الأضلاع وأصغر حجما. وتتصل هذه الأبراج فيما بينها بممر حراسة يتم الدخول إليه عبر درج محادي لباب القصبة. هذا الأخير عبارة عن جهاز دفاعي ذو انعطافات وبداخله غرفتان مربعتان مغطاة بقبة دائرية.

تطوان بلغة العمران
تحتل ولاية تطوان مكانة استراتيجية ضمن المناطق الأخرى المنتمية إلى المناطق الشمالية، بحكم تواجدها بالواجهة الجنوبية لأروبا، وإطلالها على ساحلي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بالإضافة الى شساعة مساحتها، وتنوع مؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية، وأهمية مواردها البشرية.


المساحة:
وتمتد دائرة إشراف غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية تطوان على مجموع تراب الولاية ، الذي تقدر مساحته بـ 10.375 كلم ، وهو ما يشكل 1,46 %من مجموع ساحة التراب الوطني (710.850 كلم² ) . وتحد من الشمالية بمضيق جبل طارق، ومن الجنوب بكل من أقاليم الحسيمة و تاونات وسيدي قاسم والقنيطرة ومن الجهة الشرقية بالبحر الأبيض المتوسط ، وغربا بالمحيط الأطلسي وإقليم طنجة . وتضم الإقليم التالية :

- إقليم تطوان : 3242 كلم²

- إقليم العرائش : 2783 كلم²

- إقليم شفشاون : 4350 كلم²

سكان الولاية حسب احصاء سنة 1994 يصل الى 1.408.069 نسمة مقسمون حسب الاقاليم الثلاثة على الشكل التالي :

عدد السكان

خصائص منطقة نفوذ الغرفة :

الوسط الطبيعــي :
المحيط الطبيعي لدائرة إشراف الغرفة عبارة عن مجموعة من المناطق المتميزة بتنوع المرفولوجيا والمناخ ، وبصفة عامة يمكن التمييز بين منطقتيــن :

* الريــف :
ـ الجبال العالية :
 تتميز بمنطقة صخرية كلسية لها شكل حاجز مرتفع ومتكتل وسلسة جبلية داخلية سفوحها تنحدر نحو الشمـــال .

ـ الجبال المنخفظة : وهي منطقة جبلية مكونة من تضاريس ملتوية تتكيء على المنطقة الصخرية الكلسية نحو الشمال الشرقي وارتفاعها حوالي 100 متر .

ـ التــلال :
 وهي عبارة عن مجموعة من التلال متوسطة الارتفاع يتراوح علوها ما بين 300 و400 متر ، سفوحها إلى تعرية مستمرة وتسبب في انجراف التربــــة .

ـ السهـــول :
 وهي عبارة عن أراضي منبسطة خصبة يخترقها نهر اللكوس الذي يصب قرب مدينة العرائش ، ومجهزة بقنوات الـــري.

البنيات التحتية والتجهيزات العامة المباشرة للإنتاج :

الطرق الرئيسية : 424 كلم

الثانوية : 394 كلم

-1موانيء الصيد البحري :

ميناء المضيق : يقع على ساحل البحر الابيض المتوسط يبعد على مدينة تطوان ب 14 كلمتر ، تقدر مساحته ب 8 هكتارات مقسمة إلى قسمين : 4 هكتارات مخصصة للمسطح المائي . و 4 هكتارات تقوم عليها المساحة اليابسة ويقدر الطول الاجمالي للارصفة الممدودة به ب 680 متـــر .

ميناء العرائش :
 يقع في مصب وادي اللكوس قرب مدينة العرائش مجهز برصيف بحري يطل على المحيط الاطلسي ، ويقدر الطول الاجمالي للارصفة الممدودة به 830 متـــر .

ميناء الجبهــة :
 ويقع على البحر الابيض المتوسط يبعد عن مدينة شفشــاون بحوالي 110 كلم وسعته 8 مراكب كبيرة و 11 مركب صغير ، طوله 180 متـــر .

2 - موانئ الترفيه :

ميناء ريستينكــا :
 يقع بالمركب السياحي مرينا سمير على البحر الابيض المتوســط يبلغ طولـــــه 1705 ، يستعــمل للترفيه، يصل حجم الاستقبال به إلى 300 وحدة ترفيهيــة .

ميناء قبيلـة :

 يقع بالمركب السياحي قبيلة على البحر الابيض المتوسط طوله 498 متر وهو ميناء ترفيهي يمكنه استقبال 200 وحدة .

وتجدر الاشارة الى ان هذه الموانئ مخصصة اما للصيد او الترفيه السياحي ولاتتوفر على خطوط للملاحة التجاريـــة .

3 - المطـارات :
تتوفر الولاية على مطار " سانية الرمل " ويحتوي على مدرج للاقلاع والنزول طوله 2700 و 45 ، الا ان الرحلات الجوية الوطنية بــــه لا تتعدى رحلتين في الاسبوع و لا يتوفر على الخطوط الجوية الدولية .

4 - المناطق الصناعية :
تتوفر الولاية على منطقة صناعية على طريق مارتيل تم انشــاءها ســنة 1979، اقيمت على مساحة 7،37 هكتار ، وعدد الوحدات المخصصة لاقامة الوحدات الانتاجية تقدر ب 183 قطعة .

كما توجد باقليم العرائش منطقتــين صناعيتــين في طـــور الانجاز الاولى : "أوسطال" تقدر مساحتها بـ 28 هكتار والثانية : "الملالح" مساحتها 64 هكتار.


القطاعات الإقتصادية :

الفلاحة :
يشكل القطاع الفلاحي بولاية تطوان الدعامة الاساسية للقطاع الصناعي بما يوفره من مواد اولية للصناعات المحلية التي تعمل على تحويلها . وقد سجل في السنوات الاخيرة تحسنا ملحوظا بفضل شبكة السقي وسياسة السدود المتبعة . وترتكز الفلاحة بولاية تطوان ، بصفة اساسية، حول حوض اللوكوس . وتقدر المساحات المزروعة بحوالي 300.000 هكت

تتوزع كما يلي :

- أراضي البور : 200.000 هكتار

- الأراضي المسقية : 100.000 هكتار

- الاراضي العابوية: أزيد من 350.000 هكتار

الفلاحية الرئيسية هي :

الحبوب، القطاني ، النباتات السكرية، النباتات الزيتية ، الخضروات ، الأشجار المثمرة والشاي ...

كما تتوفر الولاية على ثروة حيوانية مهمة ، حيث سجل قطاع تربية الماشية تقدما مهما كنتيجة للتوسع الذي شهدته الزراعات الكلئية . وتتشكل هذه الثروة من الأبقار و الأغنام والماعز والخيليات.

الـصنــاعـة :

يشتمل القطاع الصناعي بولاية تطوان على ما يزيد عن 228 وحدة صناعية تتوزع حسب الأقاليم على الشكل التالي:


القطاع السياحـي :
تتوفر ولاية تطوان على بنية تحتية سياحية مهمة ، تشتمل على عدة قرى وإقامات سياحية وفنادق مصنفة إلى غير ذلك من المركبات السياحية الاخرى ، ويلعب هذا القطاع دورا أساسيا في تحريك دواليب الاقتصاد المحلي، وتوفر هذه المؤسسات السياحية طاقة إيوائية تقدر بحوالي 7318 تتوزع حسب الاقاليم وحسب صنف المؤسسات على الشكل التالي:

كما تتوفر الولاية على ملعب للكولف في المنطقة الممتدة بين مارتيل وكابو نيكرو، يتوفر على 18 حفرة .

قطاع الصيد البحــري :
يلعب قطاع الصيد البحري بالولاية دورا هاما في المجالين الاقتصادي والاجتماعي



المصدر: :: Arab Scope :: - من قسم: المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.