التوابون في رمضان
نسميهم في المغرب عباد الحريرة استهزاء بهم، وننسى أن الله عز وجل إنما وفقهم للتوبة في شهر التوبة رغبة في أن يمن عليهم بما شاء حينما يشاء،فالله سبحانه هو الهادي، ورمضان شهره وهؤلاء عبيده وما أكثر ما يعتق في هذا الشهر من النار
قد يقول قائل إن للتوبة شروطا، فهلا فرق هذا القائل بين التوبة النصوح وبين ما دونها من مراحل التوبة؟ألا يعلم هذا القائل أن بين هذا العبد وبين أن يغفر الله له سجدة صادقة في حشد من المسلمين ربما يغفر له فقط لأنه معهم؟
إن التوبة درجات كما أن اﻹيمان درجات، وإن توبة اﻹنسان في رمضان خير ألف مرة من استمراره على الذنب وإصراره عليه، يكفي
أن في توبته في رمضان تعظيما لهذا الشهر الذي عظمه الله وأنزل فيه كتابه، وتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، كما قال تعالى ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) وما يدريك لعل حسنة تعظيم هذا الشهر تشفع له عند الله فتكون هي الخطوة التي يخطو بها إليه شبرا فيتقرب الله إليه ذراعا، وهي المشي الذي يقابله الكريم بالهرولة، كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي العظيم: (إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا أتاني يسعى أتيته هرولة).
كم تعجبني تلك الفتوى المغربية التي لم أجد لها نظيرا عند غير المغاربة من الشعوب، وهي إقلاع المدمن عن شربه للخمر قبل رمضان بأربعين يوما،وهي وإن لم يكن لها مستند شرعي إلا أن فيها تعظيما لحرمة هذا الشهر، وتعظيم الشهر من تعظيم الله عز وجل.
فاعقد يا أخي العزم على أن تتوب في رمضان، وبدأ العبادة في هذه المناسبة العظيمة وأقلع فيها عن كبائر الذنوب، فلربما يكتب الله لك دعوة مستجابة أو دمعة صادقة ينقلك بها إلى مصاف التائبين المخبتين ((أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه))
بلغني الله وإياك شهر الرحمة والغفران،وجعلني وإياك من التائبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق