كيف يكون الإبداع العربي كونيا
"كيف يكون الإبداع العربي كونيا"
"شروط الردة و التحلل"/
"إذا أردت أن تكتسب مكانة و شهرة كونية أدبيا و فلسفيا و فكريا ليس لزوما عليك أن يكون إبداعك بجودة المبدعين العالميين الكبار من جنسيات أخرى فللعرب و المسلمين منحة و فرصة و استثناء ليس لغيرهم فليس كل كوني جيد لأن لوبيات الإعلام و رأس المال جعلت كثيرا من الكوني قذرا و وسخا و هابطا بلغة القيم و الشرف و الإنتماء و الهوية التي تعمل هذه اللوبيات و الهيئات المزكية للإبداعات الهابطة و المخترقة من طرف هذه اللوبيات على جعلها تحتقر و تزدرى و تتفه و تسفه و لقد نمطت الفلاسفة و الأدباء و المبدعين و أخضعتهم لشرطية "بافلوفية "(نسبة إلى بافلوف المنعكس الشرطي) و أسالت لعابهم بجوائز مغرية قبرت الإبداع و اغتالته و عربدت فوقه الشهوة و الغريزة و ساومت بالأموال و المغريات كثيرا من المبدعين العرب و المسلمين إلا من رحم ربي من الشرفاء و حددت لهم شروط الإنخراط في الكونية ومنها أساسا /
1-كسر و تحطيم طابو "الله" و المطلق و "الدين" في النص الفلسفي و النقدي و الأدبي و الفكري
--2-كسر و تحطيم طابو الجنس التعاطي مع موضوعات الجنس و الحرية الجنسية اللامحدودة و المطلقة و الحيوانية و التسويق لها منها زنا المحارم و المثلية و ما كان يسمى الشذوذ الجنسي و زواج الرجال بالرجال و النساء بالنساء و تبادل الزوجات و غيرها مع الجهر بها و تعويد المجتمع و ترويضه على تقبلها و التعاطي معها و تهجينه و تدجينه عبر وسائل الإعلام و الإشهار الغربية العالمية و المحلية و إخراجها من المخفي إلى العلني و من المستور إلى المنظور و المقروء و المسطور و من الحميمي الى المشترك العام بحجة كشف هذا المستور و تعريته ليتحرر المجتمع من النفاق و يمارس الحرية المطلقة من غير قيد أو هكذا يقولون
--3--ترويض و تعويد الناس على تقبل خطابات الإلحاد و الكفر و اللادينية و الشك و سب المقدسات و موضوعات الحشمة و الحياء و السخرية من كل مقدس ديني و مشترك عرفي و ناموس أخلاقي (و ليس عبر نقد عميق و إشكاليات بريئة يطرحها السؤال القلق البريء و هو سؤال نادر و حيادي و طبيعي) و منها السخرية من المقدسات مثل الأنبياء و الرسل إلى رموز الدين و التراث مع تصيد عثراتهم و جعلها مرتكزات ينطلق منها النص المبدع و المتنور و المتحرر من لاهوت السماء
--4--التشكيك في كل مكونات الهوية و تقزيم خطاب الهوية و الخصوصية و الذات و السخرية منها مثل "اللغة" و "الدين" و "التاريح" و تصوير العريية لغة عاجزة عن احتواء و إنتاج النص المبدع و الجميل و تصويرها خرقة بالية و جثمانا ميتا تماما كما هو التراث العربي و الإسلامي و التسويق لخطابات جلد الذات و السخرية من المؤسسة الرمزية الدينية و المقدسات و التراث و من المخيال الديني
--5-- النبش في كل موروث هامشي شبقي و جنسي أو جنساني ناقم على العادي و المحتشم و الأعراف و التقاليد و الذي يعتبرونه (أي العادي و المحتشم) رتيبا و تقليديا و منافقا مع ترقية الهامشي و تسويقه و تقديم و تصوير كل نص و موروث عادي للناس نصا رديئا يقابله تقديم الهامشي جيدا و مبدعا و ثوريا و جميلا و حرا و مقموعا في التاريخ و مهمشا و التسويق للمعنى المتحول بل "اللامعنى" و الرمز الخالي من المعنى و الممتلىء باللأدرية و الحيرة و العراء من عراء الإنسان أنطولوجيا و أنثروبولوجيا إلى عراء الجسد و شبقيته و انهمام الذات بالشهوة و الجسد و تعبيراته بل دعم الجمعيات و النوادي التي تنتظم في هذا الخط ماديا و توفير فرص السياحة لها في العالم و طبع كتبها و ترجمتها إلى لغات أخرى بسهولة و يسر ليس لكونها نصوصا مبدعة كونية كما يزعمون بل لأنها تنتظم داخل النمط المطلوب و المربح لأصحابه ماديا و اعلاميا و وجود كل الترحيب و الإغراء عند دور نشر كثير منها غامضة و مشبوهة ومنها تابعة لدوائر قوية ناشطة صهيونية و إمبريالية و هيمنية
--6-- تشجيع كل خطاب يؤاخي في الظاهر بين العربي و المسلم من جهة و اليهودي خاصة من جهة ثانية و يؤكد على التسامح و ينسج قصص حب و عشق و تعاطف إنساني و تقاطع اجتماعي إنساني يلبس لباس الإنساني و الكوني و الحضاري (مع استبعاد مفردة الصهيوني ففي نظرهم لا تتعدى أن تكون هذه المفردة من صنيع فكر المؤامرة أو من بقايا الإيديولوجيا الكفاحية القومية و الدينية) و جعل خطاب التطبيع عند الأجيال الجديدة مقبولا مرحبا به و متقبلا و مسوقا له
--7--تمكين المبدعين الذين لديهم قابلية الوقوع في فخاخ المساومات و الخنوع من اكتساب شهرة عالمية و دعمهم و إغراءهم و التعريف بهم في المنتديات الدولية في الوقت الذي يحاصر غيرهم و يجدون صعوبات كبيرة و هائلة في التسويق و طبع و نشر إنتاجهم فما بالك ترجمته إلى لغات أخرى و لا يوهمك من يقول لك بأنه إبداع شق طريقه إلى الكونية لأنه نص قوي و عالمي و جميل و متألق و مبدع إن هي إلا هرطقات و تضليلات
--8---تمكينهم من الحماية و تمليكهم عقارات و سكنات و وسائل عيش مريحة لهم و لأبناءهم يقضون فيها أوقاتهم و يفرون إليها في حالة خطر ما -إنهم مكلفون بمهمة
--9--نقد و تتفيه ما يسمونه خطاب المؤامرة حتى يتحول كل نقد للمؤامرة الحقيقية وهما و تخلفا و موروثا يحول دون التفاعل الإنساني و الإنخراط في الحداثة فيصاب الناس بعقدة كلما تكلموا عن مؤامرت قذرة و وسخة و مساومات مقرفة و مقززة و في زخم هذا المسخ الثقافي و نستثني قلة القلة من النصوص التي تجد من الصعوبات الكبيرة لفرض نفسها في مساحة محدودة و محتشمة من الكوني لكن الشاذ لا يقاس عليه كما يقولون --"
--(يتبع) --
حمزة بلحاج صالح--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق