الاثنين، 9 مايو 2016

الرئيسية مشروع توطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة بالمركز الثقافي تطوان

مشروع توطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة بالمركز الثقافي تطوان



مشروع توطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة بالمركز الثقافي تطوان





مقدمة
منذ ظهور الدعم المسرحي إلى حدود موسم 2015 عرف المسرح المغربي ازدهارا من ناحية التنظيم والهيكلة، حيث صرنا نتحدث عن موسم مسرحي، يفتتح بشكل رسمي من قبل وزير الثقافة، كما تم تقنين الجوانب المهنية، حيث صارت الفرقة أو الشركة تتعاقد مع الفنان بشكل واضح ومهني ووفق بنود ومسطرة، إلا أن علاقة الفرجة المغربية المسرحية بجمهورها مالت نحو الركود والفتور. حيث غالبا ما يكون الحضور خافتا، وأحيانا يكاد يكون منعدما، وهكذا وبالرغم من صيغ الدعم المقترحة من قبل وزارة الثقافة إلا أن المجتمع المغربي لم يكترث بالمسرح ولم يتبناه بوصفه تقليدا حياتيا وعادة بديهية. وعلينا أن نقر أن الحديث عن مواطن مسرحي مغربي يتأثر بعرض مسرحي ويجعله يتخذ قرارات هامة، فهو أمر بعيد التحقق.
ولأجل هذا، أطلقت وزارة الثقافة دعم التوطين، وهو الدعم الذي يحاول أن يستفيد من المسرح الغربي وتقاليده في التعامل مع الجمهور، ويُمنح هذا الدعم للفرقة مقابل أن تنشط فضاء مسرحيا واحدا، ولمدة ثلاث سنوات، كما تشترط وزارة الثقافة، أن لا تكون الفرجة مجانية، بل على الجمهور أن يدفع مقابل دخوله المسرح. وهذه البنية تشبه إلى حد ما بنية المسرح الغربي.
وقد حصلت فرقة مسرح المدينة الصغيرة على هذا الدعم لغاية تنشيط المركز الثقافي تطوان، وقد اقترحت الفرقة عددا هاما من الأنشطة ووفق تصور واضح نوجزه في هذه الفقرات :
لعل أهم هدف يصبو إليه برنامج التوطين، هو إخراج المسرح المغربي من العزلة التي صار يعاني منها مؤخرا، حيث السمة الغالبة على الأعمال المسرحية المغربية، هي عدم تفاعل الجمهور معها، إن المسرح المغربي اليوم يعاني كما لم يسبق له أن فعل من أزمة جمهور حقيقية.
ويختلف برنامج التوطين عن برامج الدعم الأخرى، بكونه يتركز في قاعة واحدة وضمن مدة تتسم بالامتداد، (ثلاث سنوات) موجه نحو فرقة واحدة. وهذا يعني أن الفرقة، تتعامل مع نفس الجمهور، ولمدة ليست قصيرة، وهو ما سيسمح لها من أن تتعرف على جمهورها جيدا، وتربط معه علاقة ود، وسيمكن أعضاء الفرقة أيضا والمشتغلين فيها من أن يربطوا علاقة اتصال وتواصل مع الفضاء وجمهوره، وسيمكن الجمهور أيضا من أن يألف فرقته المسرحية، ومن أن يشعر بانتمائه إليها وانتمائها إليه.
لهذا كله، ولأن فرقة مسرح المدينة الصغيرة كانت دائما منشغلة بقضية الجمهور هذه، فإن استقطاب الجمهور، والإنصات إليه بتقدير، أهداف تقع في قمة أوليات الفرقة. لذلك فإن خطنا الفني الذي نقترحه، يصب في الأساس ضمن هذه الأهداف، حيث نسعى إلى تقديم الأعمال المسرحية التي نرى أنها تمس جمهورنا وتعنيه، ونرى أنها تستطيع أن تثير شغفه، وتحفزه على القدوم ومعاودة القدوم إلى المسرح، مع التركيز من حيث بناء النصوص المسرحية ومن حيث الرؤيا الإخراجية وكل عناصر العرض المسرحي، على عنصر التنويع؛ التنويع في المواقف بين درامية رصينة وكوميدية ساخرة، بين التسلية والرسالة، بين الحوار والغناء، وكذا خلق جاذبية وتكامل على مستوى السينوغرافيا والملابس، وكل ذلك من أجل الوصول إلى اكبر عدد ممكن من الجمهور. 

 
ويضم برنامجنا أربع أنشطة كبرى :
1 - الأعمال المسرحية.
2 – الدورات المسرحية.
3 – الندوات المسرحية.
4 – نشر كتب مسرحية.




1 - الأعمال المسرحية
بالنسبة للسنة الأولى وقع اختيارنا على العمل المسرحي "الرحيق الأخير" وهو عمل يرتبط بتاريخ المنطقة، ويتحدث عن أشخاص يعرفهم مواطنو الشمال بشكل عام. ونرى أن سكان المنطقة سيجدون ذواتهم في  هذا العمل، وسيرغبون في مشاهدته عدة مرات.
وينبغي أن نشير إلى أنه لن يكون العمل الوحيد المقدم ضمن برنامج التوطين للسنة الأولى، بل سيتم إنجاز عمل مسرحي آخر ناتج عن الدورات الأربع، المزمع تنظيمها ضمن هذا البرنامج.  

2 – الدورات التكوينية
أما فيما يخص برنامج تطوير المهارات، فإننا نعلم مسبقا أن للدورات التكوينية أهمية خاصة، لكنها قد تفقد هذه الأهمية إذا ما تم تقديمها بصفة معزولة وبدون دمجها داخل برنامج ومخطط محكم يمتد في الزمان، ويسطر نتائج وأهداف دقيقة.
لذلك فإننا وضعنا برنامجا خاصا لكل مهنة من مهن المسرح؛ التأليف المسرحي، الإخراج المسرحي، التشخيص، والسينوغرافيا.
تصور عام عن الدورات التكوينية
ليس العرض المسرحي فقط هو مؤلف ومخرج وممثل وسينوغراف، بل هو أيضا إدارة كل ذلك وإنجاز الملفات وتسيير الجولات، وكل ذلك من المهن الهامة في تسيير الإنتاج وترويجه، لكننا نرى أن نكتفي اليوم بالجانب الفني فقط ونترك التكوين في المجال الإداري إلى فرص أخرى والذي يحتاج إلى جلب متخصصين أكفاء في مجالات الإدارة الثقافية.
أما فيما يخص المجالات الفنية فإننا نسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :
-        تكوين فئة الشباب المهتمين بالمجال المسرحي في شتى التخصصات وحسب ميولهم، لغاية تأهيلهم للتفكير الجدي في احتراف المسرح.
-         خلق فرق مسرحية صغيرة مكونة من المشاركين في الدورات التكوينية بهدف تنشيط  مسرح للا عائشة بالمضيق.
-        الحصول على نتائج فعلية بالتنسيق بين الدورات التكوينية الأربع، والخلوص إلى عرضين أو ثلاثة عروض مسرحية في السنة، ينتجها المشاركون في الدورات ثم إرشادهم إلى كيفية ترويج عروضهم محليا وجهويا.
-        ترويج ثقافة مسرحية بين فئة الشباب.
-        توسيع دائرة الجمهور المسرحي بالمضيق. فالمعروف عن الشباب قدرتهم على ترويج أعمالهم المسرحية بين أصدقائهم وأسرهم وأقربائهم، وبالتالي كسب جمهور جديد.
ما يدعونا إلى الاهتمام بتكوين أجيال جديدة في مجالات المسرح هو أيضا الحاجة إلى لفت الانتباه إلى هذا الفن الذي يكاد يتغيب عن شتى الفضاءات، والمدارس بشكل خاص. لذلك نرى ضرورة التكوين ونؤمن بنجاعته وفعاليته. كما سنسعى إلى التوجه نحو المدارس بغية الاستشهار للدورات التكوينية المنظمة بدار الثقافة وإشراك التلاميذ في هذه الدورات. كما لا يغيب عن تخطيطنا التعامل مع دور الشباب وروادها وأنديتها المهتمة بالمسرح وكذا الجمعيات ذات الاهتمامات الثقافية.
ولا ننسى أيضا الاهتمام بمسرح الطفل وكذلك بالطفل بوصفه متلقيا، لأننا نرى أن أطفال اليوم هم جمهور الغد، وتربية ثقافة الذهاب إلى المسارح ينبغي أن تبدأ منذ الصغر، فسنعمل من خلال الدورات التكوينية على إنتاج عروض مسرحية قصيرة للأطفال، وتقديمها بشكل لافت وجاذب للانتباه، والاستشهار لها أيضا بالأسلوب الذي يلائم الطفل ويحفز لديه غريزة التطلع وحب التفرج والمتابعة.
ولا يعني إطلاقا إنتاج عروض مسرحية صغيرة داخل الدورات التكوينية تقديم عروض دون المستوى أو عروضا من الدرجة الثانية أو الثالثة، بل ستكون عروضا تملك طاقة جذب الجمهور ولفت انتباهه وقادرة على جعله يقرر العودة إلى المسرح ثانية، لكنها عروض تقوم على الحد الأدنى من الناحية المادية وليس من الناحية الفنية والجمالية.
2-           الندوات الفكرية
بالنسبة للندوات الفكرية والفنية فإننا واعون تمام الوعي بأن هذا النشاط في المغرب يكاد يكون بدون جمهور، غير أن عدم إدراج الندوات ضمن هذا البرنامج سيجعلنا نفقد الجمهور القليل هذا، والهدف العام هو المحافظة على جمهور الندوات ثم محاولة كسب جمهور جديد.
أما عن برنامج الندوات، فإنه سوف يتم تنظيم ثلاث ندوات :
o     حفل توقيع كتاب مسرحي (نص مسرحي : قصر البحر وصخور سوداء للكاتب المسرحي محمد زيطان)
o     حفل توقيع كتاب مسرحي (كتاب نقدي)
o     عقد ندوة حول موضوع "جمهور المسرح المغربي" بمشاركة: د. خالد أمين – الكاتب المسرحي الزبير بن بوشتى والكاتب المسرحي رضوان احدادو.  


وستنظم هذه اللقاءات الثلاث حسب هذا البرنامج:
o     ندوة حول موضوع "جمهور المسرح المغربي"  : 10 ماي
o     حفل توقيع نص مسرحي                               : 11 ماي.
o     حفل توقيع كتاب مسرحي نقدي                       : 12   ماي
4 – نشر الكتب
كما سيتم نشر كتابين مسرحيين في السنة الأولى
o     نص مسرحي : الرحيق الأخير تأليف أحمد السبياع وهو ذات العمل المشتغل عليه في السنة الأولى من برنامج التوطين.
o     كتاب نقدي مسرحي  
o     كتاب مسرحي عبارة عن مجموعة صغيرة من النصوص المسرحية منتقاة من النصوص الناتجة عن ورشة الكتابة المسرحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.