التقمص العاطفي و المساعدة الاجتماعية
ذة. مريم كنبور
في الوقت الذي يكابد فيه المساعد
الاجتماعي في بلدي - في ميدان العدل خصوصا -و يعاني من ظلم ذوي القربى
بدءا بمحاربته و عرقلة قيامه بمهامه، و ليس انتهاءا باحتجازه داخل
دهاليز المكاتب و العمل الإداري. يحتفل بلد ككندا بشهر مارس من كل سنة كشهر
وطني خاص بالعمل الاجتماعي و بالمساعدة الاجتماعية، فبمقياس المنطق و بقوة
الواقع لا مجال لمقارنة واقع القانون المهني و التراكم و الممارسة و كذا
التنظير و التطوير الحاصل في ميدان المساعدة الاجتماعية في كندا و نظيره في المغرب.
ما أثارني في إحدى صفحات مجلة كندية تعنى بالعمل الاجتماعي اليوم هو البذخ في الممارسة المهنية الاجتماعية. فافتتاحية هذه المجلة لم تجعل موضوعها المحوري مناقشة القوانين أو الفضاء أو حتى المقاربات و التكوينات الحقوقية و التشبع بها، بل دققت في المشاعر الإنسانية للمساعد الاجتماعي و الاختصاصي الاجتماعي و انتقت من العناوين الكبرى الرنانة إشكالية المشاركة الوجدانية و التقمص العاطفي للاختصاصي الاجتماعي و هو يستمع و يرشد و يرافق... و تساءلت هل هي قيمة إنسانية تلقن أم استعداد طبيعي يولد مع أفراد تكون لديهم استعدادات طبيعية ليمتهنوا مساعدة الاخرين؟
تتعدد تعريفات المشاركة الوجدانية و يحتار التربويون في هذا البلد في اقتناص أنجع السبل لتمرير و تلقين هذه القيمة الإنسانية تؤكد محررة المجلة، غير أن البحوث العلمية التي قام بها علماء الأعصاب تؤكد أنهم قد تمكنوا من تحديد خلايا المخ المسئولة عن التعاطف و المشاركة الوجدانية ،غير أنه ليس واضحا حدود قدرة البالغين على تطوير هذه البصمات العصبية الفطرية ؟
فوفقا لكريستين زاليسكي الباحثة الأكاديمية في علم بيولوجيا الأعصاب و الأستاذة بكلية الحقوق بجامعة جنوب كاليفورنيا تخصص العمل الاجتماعي،و التي ترتكز أبحاثها بالخصوص حول بيولوجيا الأعصاب ،تؤكد "أن المشاركة الوجدانية ،على ما يبدو، ليست شيئا يقوم الدماغ ببنائه فقط ، بل يحتاج التعاطف لتدريسه و تلقينه". فلطالما تردد قول مأثور بين العاملين في الميدان الاجتماعي يفيد أن الاختصاصي الاجتماعي" يولد و لا يصنع"، مما يؤيد فكرة أن هناك استعدادا طبيعيا يولد مع الاختصاصي الاجتماعي يجعل منه هذا "الكائن المهني الذي يكون أو لا يكون" ،غير أن أبحاث علم بيولوجيا الأعصاب جاءت لتعزز ميول الباحثين والأساتذة و الاتجاه القائل بأن" الممارسات و التداريب التي تبني الوعي الذاتي والتفكير تقوم بتغذية الدوائر العصبية التي هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الوجدانية العاطفية، ويمكن تنشيط هذه القدرات و الرفع من كفاءتها من خلال التكرار المنظم لمجموعة معينة من التمارين الخاصة، والتي تصب في اتجاه الرفع من درجة التقمص العاطفي و المشاركة الوجدانية لتحقيق درجات الرضا عند الزبون /الضحية ".كل هذا لكي يصبح الاختصاصي الاجتماعي في مستوى تطلعات و انتظارات المجتمع و الزبون على وجه الخصوص .
و ختمت محررة الافتتاحية بنصيحة جميلة للعاملين في الميدان الاجتماعي في بلدها، قائلة حافظوا على ما تقومون به، فإنه قيم و يصنع الفرق.و في بلدي لا يسعنا إلا أن نقول لكل مساعد اجتماعي تعالى ننحت الصخر على أمل أن نخط السطور الأولى للمساعدة الاجتماعية فإنها تصنع الفرق.
ما أثارني في إحدى صفحات مجلة كندية تعنى بالعمل الاجتماعي اليوم هو البذخ في الممارسة المهنية الاجتماعية. فافتتاحية هذه المجلة لم تجعل موضوعها المحوري مناقشة القوانين أو الفضاء أو حتى المقاربات و التكوينات الحقوقية و التشبع بها، بل دققت في المشاعر الإنسانية للمساعد الاجتماعي و الاختصاصي الاجتماعي و انتقت من العناوين الكبرى الرنانة إشكالية المشاركة الوجدانية و التقمص العاطفي للاختصاصي الاجتماعي و هو يستمع و يرشد و يرافق... و تساءلت هل هي قيمة إنسانية تلقن أم استعداد طبيعي يولد مع أفراد تكون لديهم استعدادات طبيعية ليمتهنوا مساعدة الاخرين؟
تتعدد تعريفات المشاركة الوجدانية و يحتار التربويون في هذا البلد في اقتناص أنجع السبل لتمرير و تلقين هذه القيمة الإنسانية تؤكد محررة المجلة، غير أن البحوث العلمية التي قام بها علماء الأعصاب تؤكد أنهم قد تمكنوا من تحديد خلايا المخ المسئولة عن التعاطف و المشاركة الوجدانية ،غير أنه ليس واضحا حدود قدرة البالغين على تطوير هذه البصمات العصبية الفطرية ؟
فوفقا لكريستين زاليسكي الباحثة الأكاديمية في علم بيولوجيا الأعصاب و الأستاذة بكلية الحقوق بجامعة جنوب كاليفورنيا تخصص العمل الاجتماعي،و التي ترتكز أبحاثها بالخصوص حول بيولوجيا الأعصاب ،تؤكد "أن المشاركة الوجدانية ،على ما يبدو، ليست شيئا يقوم الدماغ ببنائه فقط ، بل يحتاج التعاطف لتدريسه و تلقينه". فلطالما تردد قول مأثور بين العاملين في الميدان الاجتماعي يفيد أن الاختصاصي الاجتماعي" يولد و لا يصنع"، مما يؤيد فكرة أن هناك استعدادا طبيعيا يولد مع الاختصاصي الاجتماعي يجعل منه هذا "الكائن المهني الذي يكون أو لا يكون" ،غير أن أبحاث علم بيولوجيا الأعصاب جاءت لتعزز ميول الباحثين والأساتذة و الاتجاه القائل بأن" الممارسات و التداريب التي تبني الوعي الذاتي والتفكير تقوم بتغذية الدوائر العصبية التي هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الوجدانية العاطفية، ويمكن تنشيط هذه القدرات و الرفع من كفاءتها من خلال التكرار المنظم لمجموعة معينة من التمارين الخاصة، والتي تصب في اتجاه الرفع من درجة التقمص العاطفي و المشاركة الوجدانية لتحقيق درجات الرضا عند الزبون /الضحية ".كل هذا لكي يصبح الاختصاصي الاجتماعي في مستوى تطلعات و انتظارات المجتمع و الزبون على وجه الخصوص .
و ختمت محررة الافتتاحية بنصيحة جميلة للعاملين في الميدان الاجتماعي في بلدها، قائلة حافظوا على ما تقومون به، فإنه قيم و يصنع الفرق.و في بلدي لا يسعنا إلا أن نقول لكل مساعد اجتماعي تعالى ننحت الصخر على أمل أن نخط السطور الأولى للمساعدة الاجتماعية فإنها تصنع الفرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق