رسالة
بمناسبة اليوم الوطني للمسرح 14 ماي 2015
نحتفل هذا اليوم أو لا نحتفل، نصرخ ككل سنة أو
نقذف بالحجارة ، ننشر الأعمدة و التصريحات و الكلام الكلام على صفحات الجرائد أو
حوائط الفيسبوك و تويتر ، أو نرفع اللافتات في الأسواق، نلغو كثيرا في الحافلات و
على ناصية الطرق و في المقاهي، و تبقى خشبات المسارح تذروها الرياح.
لم يُكتب لقريتنا أن يشرق عامها مسرحا ، و أن
يُزهر بستانها مسرحا، و لا يغفل عاقلها عن أهمية الإحساس بالجمال و الفرح في زمن
قلت فيه المسرات.
أيها المسرحيون المثخنون بالعقد ، قاسية هي
المرايا التي تعكس بجلاء، و قاسية هي خيباتنا لما نراها في نجاح الآخرين.
لقد فشلنا و نحن نحتفل بيومنا الوطني 14 ماي
.
فشلنا في إقناع سياسيينا و مسؤولينا و أرباب
المقاولات بضرورة هذا المسرح ، و ضرورة دعم هذا المسرح ، و ضرورة دعم من يمسكون
على جمر هذا المسرح.
فشلنا في إقناع أنفسنا بعدم أهليتنا في هذا
المجتمع ما دام يعاملنا بالنفاق ، يحبنا عندما نشركه لحظات الفرح، و يدير ظهره
مباشرة بعد نهاية العرض تاركيننا وحيدين على خشبات المسارح نجمع الأغراض، نطوي
السينوغرافيا، و نلملم ما تبقى في جيوبنا من سنتيمات علنا نقنع حافلة تقلنا إلى
حيث المبتدأ.
فشلنا في جعل المسرح هو الهدف و الغاية و ليس
الوسيلة لغايات أخرى.
لا يمكن لهذا المسرحي أن يحيا بهذا المسرح
دون لغة الإستجداء ، أن يعمل بدوام كامل طيلة أيام السنة، و أن يرتاح شهرا في
شواطئ تمودابي خلال فصل الصيف ، أن يسير في الشوارع مزهوا يلتقط الصور مع المعجبين
، و أن ينصح أبناءه بالمثابرة في الدراسة و التفوق في التحصيل و حصد الشواهد
العليا حتى يصير مسرحيا.
لكننا و في مقابل كل هذا و ذاك ، حققنا النجاح
تلو النجاح ، أكثرنا الكلام و اللغط ، أكثرنا النفاق و الإستجداء، و ازددنا في كل
يوم عقدا من أنفسنا و من الآخرين. حتى صارت أجسادنا مثخنة بالعقد مثقلة بالجراح.
هاهو يومنا الوطني 14 ماي فاقدا لكل وجهة ، و
إن كانت وجهته الرئيسية خشبات المسارح.
أيها المسرحيون في قريتنا اتحدوا.
فعدوكم أمامكم ... و ليس منكم أو بينكم
رئيس محترَف الفدان للمسرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق