اجتمع المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للعدل العضو بالفدرالية الديمقراطية للشغل يومه الأحد 17 مايو 2015 بالرباط، بعد المشاركة في المسيرة الوطنية التي دعت إليها الفيدرالية الديمقراطية للشغل تضامنا مع النقابة الديمقراطية للعدل المستهدفة قطاعيا من طرف وزير العدل واحتجاجا على إغلاق باب التفاوض القطاعي و التنصل من كل الاتفاقات و استهداف تمثيليته في الانتخابات المهنية عبر تقليص عدد المناديب المخصصة لأحد أهم قطاعاتها المتمثل في قطاع العدل.
إن المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للعدل وهو يهنئ مناضلات و مناضلي نقابتنا ويعتز بالوقفة التاريخية والرمزية لكافة الفدراليات والفدراليين وبتضامنهم في انجاح مسيرة 16 ماي، التي تعتبر باكورة عهد فيدرالي واعد ومشرق بعد التخلص من ورم الفساد و الارتزاق، وإذ يستحضر حالة الحصار التي يفرضها السيد الوزير على موظفي المحاكم خارج كل ضابط أو قانون، فإنه يستغل هذه المناسبة ليتوجه بمجموعة رسائل إلى من يجب:
أولا : إلى الرأي العام الوطني والدولي
إن النجاح الوحيد الذي يحسب لوزير العدل السيد مصطفى الرميد كونه وضع المغرب خارج السياق السياسي والحقوقي الذي فتحه دستور 2011، وخارج التزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، و خارج الخيار الديمقراطي الذي ناضل من أجله المغاربة و يرعاه عاهل البلاد، ولعل الفشل الذريع في تدبير ورش إصلاح العدالة رغم ما وفرته له الدولة من إمكانيات ضخمة كاف وحده لإماطة اللثام عن عقل دوكمائي يتحرك في كل اتجاه و لا ينتهي عند مشروع القانون الجنائي البوليسي الذي يشرعن التلصص على أنفاس المغاربة، ولم يعد سرا أن القضاء المغربي لم يعرف منذ أن كان مرحلة أسوأ مما هو عليه الآن، لا على مستوى استقلال السلطة القضائية و لا على مستوى التخليق و لا على مستوى التدبير و الفعالية. إن الوزير الحالي للعدل لم ينخرط أبدا في أجندة توافقية لإصلاح العدالة، بل عمل على أجندة ذاتية خاصة، فاستعاض عن التغيير الصامت والعميق و التشاركي بجعجعة حروب يومية مع كل مكونات القطاع وجزء كبير من مكونات المجتمع، ولحد الساعة تواصل العدالة المغربية تدهورها ويواصل السيد الوزير حروبه.
وفي هذا الإطار يؤكد المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للعدل العضو بالفدرالية الديمقراطية للشغل أن حرب وزير العدل على نقابتنا وعلى هيئة كتابة الضبط لم تهدأ منذ استوزاره إلى اليوم واتخذت هذه الحرب أشكالا و ألوانا من الإقصاء إلى القمع الجسدي إلى التضييق و قمع الحريات إلى العزل من المسؤوليات… لكن يبدو أن الوزير اتخذ في الآونة الأخيرة قرارا بتصعيد هجومه على نقابتنا وذلك في سياق التهييئ للانتخابات المهنية مستهدفا إضعاف تمثيليتها وتهيئ الطريق لدكان حزبه النقابي و لعل ما حدث في تطوان دليل واضح فاضح، حيث قام الوزير بإعفاء الأخ توفيق البرش عضو المجلس الوطني لنقابتنا من مهامه على رأس مصلحة كتابة الضبط بابتدائية تطاون و نقله من مقر عمله تعسفا، وعين مكانه شخصا آخرا وأعطاه التعليمات ليترشح وكيلا للائحة نقابة الوزير.
ثـــــــانــيـــــا: إلى السادة المسؤولين القضائيين والإداريين
إن النقابة الديمقراطية للعدل العضو بالفدرالية الديمقراطية للشغل تعتز بعلاقة الاحترام المتباد التي تربطها بأغلب السادة المسؤولين القضائيين و الإداريين في كل محاكم المغرب، وتدعو القلة القليلة التي رضت لنفسها الانخراط في معركة لا تخصها بأن تراجع مواقفها، و أن تتفرغ لمسؤولياتها القانونية بحياد وتجرد و أن لا تسمح لوزير العدل بتوظيفها في حروبه القذرة وخصوصا ضد كتابة الضبط. السادة المسؤولين القضائيين والإداريين انتم رؤساؤنا و فوق رؤوسنا ولكم علينا واجب الاحترام، ولكن في حدود القانون الذي يمنحنا حق الاضراب والاحتجاج دفاعا عن حقوقنا و كرامتنا، في هذا الإطار لا يسعنا إلا أن نعبر عن أسفنا الشديد لانخراط القلة من المسؤولين في حملة التضييق على مناضلات ومناضلي نقابتنا بمناسبة الاحتجاجات الأخيرة وخصوصا في محكمة الاستئناف بخريبكة والمحكمة الابتدائية بوجدة… وبقدر إدانتنا لمثل هذه الممارسات فإننا نتمنى أن يتفطن مرتكبوها لحجم الفخ الذي وقعوا فيه.
ثــالــثــــــــا: إلى السيد وزير العدل والحريات
و ماذا بعد؟ لقد أغلقت باب الحوار في وجوهنا دون وجه حق و لا قانون وماذا بعد، لقد اقصيتنا وقمعتنا ونهبت رزقنا دون حق ولا قانون وماذا بعد، أعفيت من أعفيت منا وعزلت من عزلت و أوقفت من أوقفت و نقلت من نقلت دون وجه حق ولا قانون،… وماذا بعد؟ نحن كما نحن السيد الوزير، فهل لديك المزيد؟ نحن جاهزون وسنكون هنا دائما لنمارس حقنا، لندافع عن كرامتنا و مهنتنا، إن كان صمودنا يغضبك أو يفقدك البوصلة أو يدفعك إلى الجنون أو الهلوسة، فاعذرنا لأننا من الآن فصاعدا سنكون رحماء بك حتى ولو تماديت في حماقاتك.
رابـــعــــــــا : إلى مناضلات ومناضلي النقابة الديمقراطية للعدل
أنتم تحملن و تحملون، حبا وطواعية، مشعل النضال النقابي في أبهى توهجه، و تؤدين و تؤدون، سرا و علانية، الضريبة على رصيد النخوة والكرامة المرتفع في دواخلكم. لا يسعنا إلا أن ننحني لقاماتكن وقاماتكم، لصمودكن وصمودكم الذي أفقد الوزير صوابه. أنتم من سلالة عبد الكريم الخطابي و الحنصالي والمهدي بنبركة وعمر بنجلون وعلال الفاسي وسعيدة و عبد السلام المودن وعبد السلام ياسين… وجلادكم من سلالة أوفقير و البصري… هل تستويان مثلا؟ أنتم بنات وأبناء الشعب الذي يصنع النصر وينتصر وتصغر في عينه العظائم، فلو لم تكونوا أقوياء موحدين لما اضطر الوزير إلى استخراج كل ما في مخازنه ليواجهكم حقدا وقمعا وإعفاء وتضييقا وترهيبا… فالمزيد من الصمود أيها الأشاوس فلم يعد في جعبة الجلاد سوى حقده. وإن النصر من طلاب الكرامة لقريب.
المكتب الوطني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق