الأحد، 17 مايو 2015

الرئيسية ترمومتر العنف الزوجي و التوعية

ترمومتر العنف الزوجي و التوعية

ترمومتر العنف الزوجي و التوعية
 
لا يتجادل اثنان حول بواعث إحداث خلية التكفل بالنساء و الأطفال في حقل العدل و في هذا الإطار، نزل المساعد الاجتماعي إلى ميدان المعركة و نقصد به ميدان المحاكم.غير أن الفرق بين التنظير و الواقع ما زال مستحكما. فإجراءات كتابة الضبط  عود على بدء ...و العنف  الزوجي كأحد أصناف العنف المبني على النوع - ما زال عصيا يتخذ كل يوم أشكالا متعددة بل أكثر من ذلك أصبح للخلية زبونات يتكرر ولوجهن إليها باستمرار  دون حل  لمعيش  العنف الذي يتخبطن فيه.
ما يشد الانتباه  في الواقع  هو أن الإجراءات التي يقدمها المساعد الاجتماعي  في  غالبها تتعامل مع المرحلة الأخيرة من  فصول العنف أي نتائجه؟ ولكن ماذا عن المراحل التي تسبق أثار الضرب والجرح و الطرد؟ ماذا عن سبل الوقاية قبل علاج  الآثار ؟ما هي  استراتجيات و آليات مقاومة العنف  التي يجب أن تتزود بها المرأة  المعنفة لتدبر  معيش  العنف اليومي؟ما موقع المقاربة الوقائية و ماذا عن تفعيل  التحسيس و التوعية كمهمة من مهام المساعد الاجتماعي ؟
تتقدم المرأة  المعنفة  إلى الخلية و هي تطلب من سلطة القضاء أن  تعاقب زوجها -ثم تتردد لدقائق لتقرأنها لا تملك   مالا و لا مأوى و لا معيل ، و أنها تريد  فقط أن تستعير هيبة الدولة و سلطتها لترعب زوجها و   تهدده كي  يرتدع .ثم مع بداية رواج الملف تدلي  المرأة بوثيقة التنازل عن قضية العنف   و يعود  الزوجان إلى حياتهما اليومية و قد   يرفضان استلام استدعاءات حضور الجلسات، و قد  ينظر البعض بعدائية تجاه مِؤسسة  الخلية.و لا  يكاد ينصرم ردح من الزمان حتى تعود المرأة مرة أخرى وقد ارتكب الزوج حالات العود لممارسة  العنف.
ويمكن الاقتراب من العنف الزوجي على أنه ذلك النوع من العنف الذي يمارس غالبا داخل البيوت.و قد خرج هذا المفهوم من دائرة الظل إلى الوجود مع بداية سبعينيات القرن الماضي.إنه تلك العلاقة التي يحاول غالبا من خلالها الرجل بسط سيطرته على المرأة، كما أنه وسيلته المنتقاة من أجل الهيمنة على الآخر و السيطرة عليه. و أهم ما يطبع  هذا النوع من العنف هو تميزه بالاستمرارية و الثبات في الغالب الأعم.كما يتمظهر في أشكال عديدة كالعنف اللفظي و النفسي و المادي و الجنسي دون  إغفال للعنف الاقتصادي.
يرى باحثون أن العنف الذي يمارسه الرجل باتجاه المرأة يسود معظم المجتمعات و يضرب بجذوره في أعماق التاريخ. و في عصرنا الحالي، تلعب تناقضات التربية دورها في ترسيخ فوقية الذكور على حساب الإناث. كما تميل ثقافتنا الراهنة إلى عدم الحسم في المبادئ التي يجب أن توجه نظرتنا إلى الآخر كجنس مختلف. و مبدأ الآخر المختلف ظل  يتأرجح بين ثنائية  أن المرأة  نصف مكمل  قولا، و  جنس من الدرجة الثانية فعلا ،
إن بواعث العنف الزوجي تظل معقدة و تنبع من ثقافة المسلمات التي لا تفكك ولا تنتقد و من الأحكام الجاهزة، غير أنه يمكن التأكيد على أن الأمر يتعلق بظاهرة عالمية حيث يستعمل الرجال السلطة التاريخية التي عهد إليهم بها المجتمع.
يظل العنف الزوجي ظاهرة اجتماعية مركبة تتطلب البحث المستمر عن أنجع السبل لتطويقها عن طريق مقاربات شمولية تبدأ بالمقاربة الوقائية.فزبونات خلية التكفل بالنساء و الأطفال يتميزن في الغالب بسمات مشتركة تتلخص في الفقر و الأمية و الهشاشة الاقتصادية و الاجتماعية، تجعلهن أحوج ما يكن للتحسيس و  لإرشاد يخاطب واقعهن و لمطويات مبسطة توضح  سبل تدبير العنف المنزلي وأساليب  الوقاية منه.
و بالاسترشاد بتجارب  بعض خلايا التكفل بالنساء المعنفات  و مراكز الاستماع في الدول الديمقراطية و الممارسة للعدالة الاجتماعية ،نجد أن هناك مطويات مبسطة و خطوات واضحة و عملية. تقدم هذه المؤسسات سيناريوهات  محتملة و مسطرة  لأشكال العنف  من جهة و من جهة أخرى تدرب المرأة المعنفة على توقع العنف و على استشعاره و وضع استراتيجيات لتفاديه و تدابير وقائية للتخفيف من حدة نتائجه.
فمثلا قبل بداية فصل العنف:
تزود المرأة  بإرشادات عن سيكولوجية المعنف و بالخصوص عن زوجها من خلال
قياس سلوكياته ودرجة العنف عن طريق ملء ورقة تقيمية من قبيل لجوء المعنف إلى صفق الأبواب ، تكسير الأواني و  الرشق بأي شئ في المتناول.
تهيأ المرأة نفسيا و تتم الإشارة إلى أن فيروس العنف هذا  سيتكرر بين الفينة و الأخرى و على المرأة التحسب له ماديا و معنويا و أسريا.
على المرأة أن تحتفظ بحقيبة يد في مكان آمن  تضع فيها أوراقها الشخصية ,نسخة من مفتاح البيت ، بعض النقود ما يسمح لها بأخذ تاكسي و إجراء مكالمة هاتفية و شراء قارورة ماء و .....كما عليها أن تحتفظ بأجندة أرقام هواتف الشرطة و كذا مراكز الاستقبال و الاستماع
أثناء فصول العنف على المرأة المعنفة أن:
تحرص على مغادرة المطبخ حيث الآلات الحادة و الحمام حيث الماء الساخن و محاولة اللجوء إلى فضاء أوسع وأرحب.
تتمرن على الضبط الذاتي وتحتكم المرأة المعنفة  لتجربتها و حكمتها  وأن تضع في أولوياتها سلامتها و سلامة أبنائها.  
تكون قد قامت بتدريب الأبناء على التصرف أثناء زوابع العنف و الاحتماء بغرفهم و تزويدهم برقم هاتف أحد الأقارب الذي يوثق به.
تتحدث المرأة عن تجربتها و تستفيد من حصص التوعية و....
و باستحضار التجارب و النتائج على أرض واقعنا الحي، فإن خصوصية قضايا الأسرة تتطلب من المساعد الاجتماعي إرشادا يتعدى مجرد الإخبار بمآل الملفات و تاريخ الجلسات و الاستماع المبتور...
و في اجتماعات الخلية كما في أكثر من لقاء  كان هناك  تكرار و طلب و إلحاح من الشركاء خصوصا المجتمع المدني الناشط في القرى و الأحياء المهمشة حول ضرورة احتكاك المساعد الاجتماعي  في ميدان القضاء بفئات المواطنين و  المواطنات و خروجه في لقاءات للتوعية و التحسيس.

                                                        توقيع : مريم كنبور






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.