(التدريس بالذكاءات المتعددة)
أما كتاب (التدريس بالذكاءات المتعددة) فاشتغل فيه الأستاذ الفقيهي على الأبعاد البيداغوجية والتطبيقات التربوية والجوانب الإجرائية للنظرية في الفضاء المدرسي عامة وفي الممارسة الفصلية خاصة.
يتضمن الكتاب سبعة فصول. خصص المؤلف الفصل الأول لنقد بيداغوجية الذكاء الواحد كبيداغوجية تختزل القدرات الإنسانية في البعد المدرسي الأكاديمي (النظري المجرد) وتؤدي بالتالي إلى مشاكل تتجاوز فضاء التعليم والتمدرس. أما الفصل الثاني فقد تناول معايير ومظاهر الذكاءات المتعددة مقتبسة من مؤلفه السابق حتى يتمكن القارئ الذي فاته الاطلاع على النظرية من التعرف عليها كخطوة ضرورية قبل قراءة الفصول الموالية. وانكب الفصل الثالث على توضيح بعض المبادئ البيداغوجية لنظرية الذكاءات المتعددة التي تؤسس امتداهدها التربوي؛ في حين اختص الفصل الرابع والخامس بتفصيل مقاربة النظرية لسيرورات التعليم والتعلم والتكوين والابتكار انطلاقا من أبعادها النظرية ومن خلال إجراءات وتوضيحات تهم المدرس في ممارسته التدريسية الفصلية. واهتم الفصل السادس بتقديم صورة عامة وجزئية عن مظاهر تجربة تربوية قام المؤلف بتطبيقها خلال موسم دراسي كامل؛ وقدمها بشكل مركز حتى لا يثقل القارئ بالتفاصيل الدقيقة التي تميز عادة البحوث الميدانية أوالتدخلية. أما الفصل السابع والأخير فقد بسط فيه بعض التجارب والمشاريع التربوية الأولى التي لازمت تأسيس وامتداد نظرية الذكاءات المتعددة في موطنها الأصلي ثم قدم بعض الاجتهادات والدراسات التي تؤشر نسبيا على وضع النظرية في المغرب؛ كما أدرج لائحة غنية من الدراسات والأبحاث والمؤلفات باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية التي اتخذت الذكاءات المتعددة كموضوع لها أو كمجال أو كإطار مرجعي أو كبيداغوجية ..الخ.
يشكل هذا الكتاب دليلا تربويا نظريا وعمليا من شأنه إغناء المكتبة التربوية المغربية والعربية، والمساهمة في تطوير الحقل التربوي في بعض أبعاده المعرفية والإجرائية. كما يحمل فائدة علمية وتربوية للقارئ العربي بشكل عام. كما أن للكتاب قيمة مضافة تمثلت في كون مؤسس نظرية الذكاءات المتعددة عالم النفس الأمريكي هاوارد جاردنر الأستاذ بجامعة هارفارد خص هذا الكتاب بمقدمة خاصة موجهة للقارئ العربي أبرز فيها عديدا من القضايا والمشاكل التي لازمت بناء وانتشار نظرية الذكاءات المتعددة في بعض المناطق من العالم.
عن صاحب الكتاب: الدكتور عبد الواحد اولاد الفقيهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق