الأحد، 24 مايو 2015

الرئيسية قصة قصيرة: لعب المعركة

قصة قصيرة: لعب المعركة

قصة قصيرة: لعب المعركة


جدران غرفة صغيري ذو التسعة أعوام مملوءة بدمى العسكر و الجنود و المحاربين.. خزانته تزينها الدبابات و البنادق و المسدسات القادمة من بذخ التكنولوجيا الأوربية، كما من إعادة التدوير الصيني. لم أنتبه إلى هذه الترسانة إلا و ابني يرشقني برشاشه ذو الصوت المزعج....
- "أنا أكره الحرب " قلت باقتضاب و تضايق، و في نفسي تابعت و "التلفاز أيضا".
قهقه باستغراب و قال :نحن فقط نلعب ؟؟!!
صمت ...فكر قليلا ثم أردف : 
- تقولين ذلك كي أكره أنا بدوري الحرب ؟؟؟
سرني- في خاطري- أنه يعي دوري بالنسبة إليه، و أن حديثي يقع من نفسه موقعا ما....
حملقت في الغرفة و كأني أراها لأول مرة ...من أين جاءت هذه الترسانة؟؟؟ اجتمعت في غفلة من الزمان، بعضها بمناسبة عاشوراء و بعضها هدايا و بعضها نتيجة مقايضة مع أطفال العائلة.....نجح شرطي العالم وتسلل إلى أحلامي ...غطاء السرير يتسلقه "spiderman " و الوسادة أيضا..و الستائر..و الصور...
طيبون جدا هم أولئك الذين يضعون النظريات التربوية ،و أطيب منهم نظراءهم في ال" marketing "، أو كما قال ريتشارد لمصطفى سعيد في "موسم الهجرة إلى الشمال ":
"كل هذا يدل على أنكم لا تستطيعون الحياة بدوننا. كنتم تشكون من الاستعمار، و لما خرجنا خلقتم أسطورة الاستعمار المستتر، يبدو أن وجودنا بشكل واضح أو مستتر ضروري لكم كالماء و الهواء." و لم يكن بطل الطيب صالح و ريتشارد – و العهدة على الراوي - غاضبين ،"كان يقولان كلاما مثل هذا و يضحكان على مرمى حجر من خط الاستواء،تفصل بينهما هوة تاريخية ليس لها قرار". 
توقيع :مريم كنبور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.